خرجت مسيرات شعبية غاضبة في الاردن أمس تحت شعار موحد هو جمعة «الشعب مصدر السلطات»، ونددت بسياسة الوطن البديل التي تحاول اسرائيل والولايات المتحدة فرضها على الاردن، مطالبة بمحاكمة المتصلين بالسفارة الاميركية في عمان، خصوصا اولئك الذين ظهرت اسماؤهم في الوثائق الديبلوماسية الاميركية المسرّبة على موقع «ويكيليكس». ففي العاصمة، خرجت مسيرة شعبية شارك فيها المئات أمس، وطالب خلالها المشاركون بإصلاحات حقيقية ومحاكمة الفاسدين، وهتفوا ضد وجود السفارة الاسرائيلية في عمان، محذرين من مخططات المؤامرة باتجاه تحقيق هدف اسرائيل في اقامة الوطن البديل للفلسطينيين في الاردن، وشددوا على مطلب اغلاق السفارة وقطع العلاقات مع اسرائيل والغاء معاهدة وادي عربة. وحذر المشاركون من المخططات الإسرائيلية والأميركية المحاكة ضد الاردن، ونددوا بأداء الحكومة ومجلس النواب وحملوهما مسؤولية «تباطؤ مسيرة الإصلاح». ونظم المسيرة التي انطلقت من المسجد الحسيني باتجاه رأس العين، الائتلاف الشبابي والشعبي للتغيير والحراك الشبابي والشعبي الاردني بالتزامن مع بدء مجلس النواب مناقشاته لاقرار التعديلات الدستورية، منتقدين أداء النواب تحت قبة البرلمان خلال إقرارهم التعديلات الدستورية، قائلين في احدى اليافطات: «النواب في غفلة عن الوطن». وانتقد المشاركون في المسيرة التي غابت عنها احزاب المعارضة التقليدية استمرار «سياسة البلطجة والاستمرار في الاعتداء على الناشطين السياسيين»، وهتفوا مطالبين بمحاسبة الفاسدين الذين نهبوا مقدرات الوطن وخصخصوا مؤسساته. وحيا المشاركون في المسيرة نظراءهم في الكرك ومعان والطفيلة وإربد، رافعين شعار «معاً حتى انطلاق هبة نيسان جديدة» تعيد للشعب حقوقه ومقدراته التي نهبها الحيتان ووضعوها في أرصدتهم في الخارج، في اشارة الى أحداث «انتفاضة الجنوب عام 1989» التي اطلقت المسيرة الديموقراطية. وفرضت قوات الامن العام طوقاً أمنياً كبيراً، ورافقت المسيرة لمنع حصول اشتباك مع مسيرة اخرى مضادة. وفي ذيبان (65 كيلومتراً جنوب عمان)، انطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة تحت شعار «لا للوطن البديل» رفعت شعارات مناهضة لمؤامرة الوطن البديل ومطالبة بالإصلاح. وأحرق المشاركون الغاضبون العلميْن الاسرائيلي والأميركي، إضافة الى حرق مجسمات رمزية لاردنيين اعتبروهم «عملاء السفارة الأميركية» ممن ترددت اسماؤهم في برقيات «ويكيليكس» الأخيرة عن الاردن، مطالبين بوقف «العمالة للسفارة الأميركية». وفي الطفيلة جنوباً، سيّر الحراك الشبابي في المحافظة مسيرة بمشاركة مئتي شخص خرجوا من مسجد الطفيلة الكبير إلى مقر الحاكم الاداري، مرددين هتافات تندد بالفساد وتطالب بالملكية الدستورية. وفي الكرك، خرجت من مسجد المرج الكبير مسيرة شارك فيها مئات المنددين بالفساد والمطالبين بحصر السلطات في يد الشعب وإشراكه في صناعة القرار. وطالب المشاركون بضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأكدوا عروبة فلسطين والقدس، رافضين كل الطروحات التي تنادي بما يسمى بالوطن البديل، ومجددين الدعوة لانتخاب الحكومة من غالبية البرلمان. وهتف المتظاهرون «مين قال الشعب مات الشعب مصدر السلطات»، و«كلمة حق صريحة وادي عربة فضيحة»، و«لا تغيير ولا تعديل الشعب هو البديل». واعتصم في السلط (35 كيلومتراً غرب عمان) مئة شخص في ساحة المركز الثقافي، مطالبين بالإصلاح ورفض مؤامرة الوطن البديل، كما حذروا من رفع أسعار الخبز والغاز، على ما أفاد الناطق باسم حراك السلط محمود الحياري. على صعيد آخر، وجّهت السفارة الأميركية في الأردن تحذيراً لرعاياها من تظاهرات ومسيرات واعتصامات في مناطق الأردن امس واليوم بعد الاعتصام الذي جرى امام السفارة مساء الاربعاء الماضي. وقال إعلان صادر عن السفارة الخميس إن تظاهرات منظمة تخرج في الأردن من وقت لآخر بسبب الأحداث العالمية أو التطورات المحلية. وحذرت السفارة رعاياها من خطر تحول التظاهرات السلمية إلى مواجهات قد تتطور إلى أعمال عنف، مشيرة إلى ضرورة تفادي الوجود في مناطق التظاهرات المختلفة قدر المستطاع. وتابع الإعلان مخاطباً الرعايا الأميركيين في الأردن: «كالمعتاد، يرجى توخي الحذر من محيط وجودكم، ومراقبة وسائل الإعلام المحلية». وحدد الإعلان أماكن انطلاق التظاهرات التي ينبغي الحذر منها، وهي: الكرك وجرش وإربد وعمّان الجمعة، وتظاهرة أخرى في عمّان اليوم.