تظاهر مئات الأردنيين في مختلف المحافظات امس عقب صلاة الجمعة تحت شعار «جمعة الكرامة وحرية الإعلام» مطالبين بالإصلاح ومنددين ب «قمع وإرهاب الصحافة» اثر الاعتداء الذي تعرض له صحافيون ومحتجون يوم الجمعة الماضي على أيدي أفراد من قوات الأمن. وطالب المتظاهرون في محافظات عمان وإربد والطفيلة والكرك ومعان بإسقاط حكومة معروف البخيت وحل مجلس النواب الذي اتهموه ب «الجبن» ومحاسبة الفاسدين، معبرين عن رفضهم سياسة الخصخصة وغضبهم من ارتفاع مديونية المملكة التي وصلت إلى 17 بليون دولار هذا العام. وتحت عنوان «جمعة الكرامة وحرية الإعلام» انطلقت تظاهرة في عمان شارك فيها أكثر من 300 شخص، وضمت حركات شبابية وناشطين من «الحراك الشعبي» إضافة إلى نقابيين ومجموعة من الحزبيين، وبعض الصحافيين الذين أصيبوا بأحداث يوم الجمعة الماضي. وهتف المشاركون «ليعل صوت الشباب قمع الصحافة إرهاب» و»شيلوا القبضة الأمنية الشعب بدو حرية» و»اهتف وسمّع المخابرات شعب الأردن لا ما مات». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «جمعة الكرامة وحرية الإعلام، لا لبلطجة الحكومات، لا لقمع الحريات» و»الإصلاح السياسي يبدأ بقمع الإعلام؟». وفي ختام التظاهرة أحرق المتظاهرون العلم الأميركي معبرين عن رفضهم ل «الإصلاح وفقاً للإملاءات الأميركية». ودخلت الاحتجاجات السورية على شعارات المتظاهرين في الأردن متسببة في الكرك (جنوب البلاد)، بحدوث مشادة كلامية كادت أن تتطور إلى عراك بين مجموعة مؤيدة للمحتجين السوريين ومجموعة من السياسيين المؤيدين للنظام السوري الذين طالبوا بأن يبقى محور المسيرات محلياً. وأصيب 17 شخصاً على الأقل بينهم تسعة صحافيين وسبعة من رجال الأمن الجمعة الماضي خلال فض قوات الدرك الأردني اشتباكاً بين معتصمين مطالبين بالإصلاح وآخرين موالين للحكومة. وأعلن الأمن العام السبت الماضي توقيف أربعة من رجال الشرطة على خلفية الحادث، بينما ألقى تحقيق لمديرية الأمن العام الأربعاء باللوم على الإعلام ومعتصمين. ودعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الخميس إلى حماية الصحافيين وأكد رفضه لما تعرضوا له، مشدداً على انه «أمر غير مبرر ولا يمثل نهج الأمن العام». ودانت «لجنة حماية الصحافيين»، ومقرها نيويورك، و»منظمة مراسلون بلا حدود» الاعتداءات على الصحافيين ودعت إلى حماية وسائل الإعلام.