كشفت مصادر لبنانية رسمية ل «الحياة» أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ ميخائيل مارغيلوف الذي زار بيروت أول من أمس والتقى كبار المسؤولين اللبنانيين، أبلغ عدداً من هؤلاء أن موسكو اقترحت على أطراف الأزمة في سورية استضافة مؤتمر موسع للحوار، وافقت عليه المعارضة ورفضه النظام. وأوضحت المصادر أن مارغيلوف قال إن الجانب الروسي اقترح عقد المؤتمر على أن يحضره جميع أطياف المعارضة السورية، بمن فيهم «الإخوان المسلمون»، في موسكو أو قبرص أو أي مكان آخر يتم الاتفاق عليه. وذكرت أن مارغيلوف قال لمحدثيه إن قادة المعارضة الذين زاروا موسكو واجتمع هو معهم، وافقوا على عقد هذا المؤتمر، لكن مستشارة الرئيس بشار الأسد الإعلامية والسياسية الدكتورة بثينة شعبان، رفضت الاقتراح وكررت القول إن الموضوع الأساسي هو أن سورية تتعرض الى مؤامرة صهيونية - أميركية وليس موضوع الحوار مع المعارضة. وأشار إلى أن وفداً من المجلس الفيديرالي (الشيوخ) الروسي سيزور بدءاً من اليوم مدناً سورية، لا سيما درعا وحماة وحمص، للاطلاع ولوضع تقرير عن الأوضاع الإنسانية فيها. الى ذلك، حذر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية أمس من أن «منظمات إرهابية» قد تعزز وجودها في سورية إذا سقط نظام الرئيس بشار الأسد تحت ضغوط احتجاجات الشوارع المتواصلة. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن رئيس «إدارة التحديات الجديدة» في وزارة الخارجية ايليا روغاتشيوف قوله: «إذا لم تتمكن الحكومة السورية من الاحتفاظ بالسلطة، فهناك احتمال كبير من أن يترسخ وجود متشددين وممثلين لمنظمات إرهابية». وتثير روسيا غضباً دولياً متزايداً بسبب دعمها المستمر لسورية، على رغم حملة القمع التي يشنها النظام ضد المتظاهرين والتي قالت الأممالمتحدة إنها أدت إلى مقتل نحو 2600 شخص. ورفضت موسكو دعم العقوبات الغربية ضد دمشق، وقالت إنه يجب الضغط في شكل مماثل على المتظاهرين الذين يرفضون المشاركة في «حوار» مع الأسد. وكان الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف قال الأسبوع الماضي إن بعض المشاركين في التظاهرات لهم علاقات ب «إرهابيين». من جهة أخرى، قال روغاتشيوف إن ليبيا يمكن أن تصبح ملاذاً آخر للجماعات المسلحة بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي. ونقلت عنه «انترفاكس» قوله خلال محاضرة في مدينة سانت بطرسبرغ أن «أموراً غريبة تحدث في ليبيا... فقد تمت سرقة مخازن أسلحة، ولا أحد يعرف ما حدث... نستطيع أن نقول إن هناك احتمالاً كبيراً أن تكون الأسلحة وقعت في أيدي الفرع الإقليمي للقاعدة»، في إشارة إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».