موسكو، لندن - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - حض معارضون سوريون روسيا على الضغط على النظام السوري لوقف أعمال العنف ضد المتظاهرين وذلك خلال لقاء في موسكو مع مسؤول روسي رفيع هو الأول من نوعه للمعارضة السورية التي أقامت مؤتمرين في مدينة انطاليا التركية وبروكسيل البلجيكية، ومؤتمراً في دمشق وتجري اتصالات مع واشنطن. وخلافاً لأميركا والدول الأوروبية، ما زالت روسيا تصر على رفض تمرير قرار إدانة من مجلس الأمن الدولي ضد الاستخدام المفرط للعنف من قبل السلطات السورية ضد المتظاهرين. ودعا المعارضون موسكو إلى «الوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ» وذلك في رسالة ضمنية لروسيا أن موقفها الحالي، الرافض لأي قرار إدانة للضغط على دمشق، قد يعطي الرسالة الخاطئة للنظام السوري ويقف حائلاً أمام إصلاحات سريعة يطالب بها الشارع السوري. في موازاة ذلك، شددت موسكو خلال اللقاء مع المعارضين السوريين على أن «روسيا ليس لها صديق سوى الشعب السوري... الزعماء يأتون ويذهبون» وذلك في تغيير للنبرة الروسية، غير انه من غير الواضح ما إذا كان ذلك التغيير في النبرة سيؤثر على السياسات العملية لموسكو. وقال رضوان زياده مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان إن «روسيا يمكنها اللجوء إلى سبل ضغط على النظام السوري لكي توصل إليه الرسالة بوضوح بأن هذا النوع من السلوك غير مقبول». ونقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية عن زيادة قوله «يجب أن تكون روسيا إلى الجانب الصحيح من التاريخ وإلا سيكون من الصعب عليها كثيراً إقامة علاقات، مع سورية، في المستقبل». وأضاف «من خلال معارضة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شأن سورية فإن روسيا تدعم بذلك نظاماً (إجرامياً)». ويرأس زياده وفداً من المعارضين السوريين عقدوا لقاء مع ميخائيل مارغيلوف موفد الكرملين إلى أفريقيا ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد. كما نقلت صحيفة «كومرسانت» عن محمود حمزة وهو ممثل للمعارضة السورية مقيم في روسيا قوله «نريد إقناع السلطات الروسية بالتوقف عن حماية النظام السوري والدفاع عنه». وقالت وزارة الخارجية الروسية إن ممثلي المعارضة السورية المقيمين في المنفى في روسيا ودول أخرى غير سورية استجابوا دعوة جمعية للتعاون الإقليمي يرأسها مارغيلوف وأنه ليس هناك نية لعقد اجتماع رسمي. لكن أعضاء في الوفد قالوا انهم يأملون بالحصول على رسالة واضحة من موسكو. ودعا مارغيلوف إلى وقف «كل أشكال العنف» وإجراء مفاوضات سياسية. غير أنه شدد على أن «روسيا ليس لديها صديق آخر في سورية غير الشعب السوري». وتابع «الزعماء يأتون ويذهبون... السياسيون يأتون ويذهبون. الأنظمة الاجتماعية تأتي وتذهب. لكن يبقى لروسيا صديق يوثق به ويعتمد عليه هو الشعب السوري». وجدد المسؤول الروسي موقف بلاده الذي يرى أن حل الأزمة يجب أن يكون سياسياً وعبر الحوار السياسي بين السلطات السورية والمعارضة، داعياً السلطات في دمشق إلى «تجسيد» الوعود الإصلاحية على ارض الواقع والتشاور مع كل القوى السياسية في البلاد في ما يتعلق بموضوع الحوار الوطني. وأوضح «بالنسبة لنا، الحوار السياسي مهم. العملية السياسية مهمة مع وقف كل أشكال العنف في أسرع وقت ممكن». ومع انه من غير الواضح بعد ما إذا كان لقاء المعارضة السورية مع المسؤولين الروس سيغير في مواقف موسكو، إلا أن رضوان زيادة اعرب عن رضاه عن المباحثات في موسكو. وقال تعليقاً على تصريحات مارغيلوف «هذا بالضبط ما نود سماعه من المسؤولين الروس... لقد دعونا روسيا لكي تستخدم نفوذها لدى السلطات السورية كي توقف قوى الأمن قتل السوريين». وتوجست روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي والتي تملك حق النقض ‘الفيتو' والتي تواجه انتقادات غربية منذ زمن بسبب طريقة معاملتها للمعارضين السياسيين من إرساء سابقة في العلاقات الدولية بالانخراط في ما تعتبره شأناً داخلياً. وفي الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن كلاً من روسيا والدول الغربية ستحض المعارضة السورية على المشاركة في محادثات مع حكومة دمشق حول إصلاحات مقترحة، داعياً المعارضين السوريين إلى إظهار الصبر. فيما اعتبر الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في مقابلة في الآونة الأخيرة أن وعود الإصلاح التي اطلقها الرئيس السوري بشار الأسد «صادقة».