أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز الخميس ان النفط الذي تنتجه منطقة كردستان العراق الخاضعة للحكم الذاتي ما زال يصدر عبر تركيا، مؤكداً شرعية هذا التصدير، في وقت حذّر من زيادة الضغط على طاقة التصدير عبر الحدود بين البلدين بسبب الهجوم على مصفاة بيجي العراقية. وقال يلديز في مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر العالمي للنفط في موسكو ان "النفط ما زال يتدفق حتى يومنا هذا، وابتداء من الغد، إن كان هناك نفط فسنسمح بمروره" للتصدير. وفي معرض حديثه عن النزاع في هذا الشأن بين انقرةوبغداد، جدد يلديز تأكيد موقف الحكومة التركية الذي يعتبر هذا العبور قانوني، معرباً عن ثقته في ان تتمكن بلاده من التوافق مع الحكومة المركزية في العراق. واوضح يلدز ان "تركيا دولة تقوم على احترام القانون"، مؤكداً انه "مع الوقت كل شيء سينتهي بالتوافق". وأضاف يلديز "نعتقد اننا سنتوصل الى التفاهم مع اخواننا العراقيين"، معلناً ان تركيا لا تنوي استعمال النفط لسوقها الداخلية. ورداً على سؤال حول المشاكل التي قد تطرحها احداث العراق الاخيرة بالنسبة لبلاده، قارن الوزير ذلك بالنزاع القائم في سورية منذ سنوات قائلاً "اننا جيران وبطبيعة الحال يضرنا انعدام الاستقرار في العراق، وتعمل تركياعلى صيانة استقرارها وازدهارها". واعلنت تركيا الشهر الماضي انها بدأت تزويد الاسواق الدولية بنفط مصدره كردستان العراق، بينما طالبت بغداد بأن تمر كل صادرات النفط من الاراضي العراقية عبر الحكومة المركزية. ورفعت الحكومة العراقية التي تخوض نزاعاً مع السلطات الكردية في اربيل، شكوى ضد تركيا لدى غرفة التجارة الدولية في باريس الشهر الفائت. وقال يلدز اليوم إن الطلب الإضافي في العراق على الوقود التركي بسبب الهجوم على مصفاة بيجي سيزيد الضغط على طاقة التصدير المحدودة عبر الحدود بين البلدين. وحذّر الوزير من أن يسبب الطلب العراقي على المنتجات النفطية المكررة التركية اختناقاً عند المعبر الحدودي مع شمال العراق. وقال يلديز إنه من غير الواضح ما إذا كان بوسع تركيا تلبية الطلب بالكامل، مضيفاً ان "هذه الزيادة في الطلب على المنتجات النفطية المكررة ستؤدي إلى تزايد النشاط عبر معبر خابور الحدودي، وستحدد الظروف المادية بما فيها المخاوف الأمنية إمكانية تلبية الطلب." وأوضح يلدز ان "المصفاة كانت تزود شمال العراق لكنها عاجزة عن ذلك حالياً". ودعت تركيا مواطنيها أمس الأربعاء إلى مغادرة العراق باستثناء اقليم كردستان الشمالي، وأرجعت ذلك إلى معركة محتملة حول بغداد، وقالت إن دعاية سلبية يجري ترويجها ضدها في الجنوب حيث الأكثرية الشيعية. في الوقت نفسه استمر تدفق النفط عبر خط أنابيب كردستان إلى تركيا، ومن المقرر أن يتم في مطلع الأسبوع القادم تحميل ثالث شحنة تصدرها كردستان بشكل مستقل عن بغداد إلى الأسواق العالمية. وقال يلدز إن شراء النفط الخام من كردستان "أحد الخيارات المطروحة"، مضيفاً أن "شركة توبراش لم تقدم حتى الآن عروضا لشراء هذا النفط لكنها قد تفعل في الفترة القادمة".