قال وزير الطاقة التركية تانر يلديز اليوم ان بلاده قد تضطر قريبا لتصدير النفط الخام المنتج من اقليم كردستان والذي يمر عبر اراضهيا اذا ما اخفقت الادارة الكردية والحكومة العراقية في التوصل لتسوية بهذا الشأن. واضاف يلديز في تصريحات للصحافيين ان "خزانات النفط في ميناء (جيهان) التركي قاربت على الامتلاء ولم يعد بالامكان ضخ مزيد من النفط الخام من حقول شمالي العراق قبل تصدير الكمية الموجودة في هذه الخزانات الى الاسواق الخارجية". واوضح الوزير التركي ان بلاده ستكون مضطرة الى تصدير النفط العراقي المخزن في ميناء جيهان قريباً، مؤكداً "ليس بمقدورنا ابقاء هذه المخزونات النفطية في الميناء". ووفق الوزير فان السلطات التركية خصصت ثلاثة خزانات في ميناء جيهان المطل على البحر المتوسط لتخزين النفط الخام المنتج من حقول تحت سيطرة الادارة الكردية وبطاقة تخزينية تصل الى 5ر2 مليون برميل. وبدا ضخ النفط الخام من شمالي العراق عبر خط انبوب جديد يربط حقول النفط في ميناء جيهان في أيلول (ديسمبر) الماضي وهو ما اثار اعتراضات عراقية شديدة وصلت الى التهديد بمقاضاة تركيا. وهددت الحكومة المركزية في بغداد الادارة الكردية بتقليص حصتها في الميزانية العامة للعراق اذا ما شرعت في تصدير النفط الخام عبر تركيا من دون موافقة من الحكومة. وسبق ان سعت انقرة قبل حوالي اربعة اشهر لاقناع الاكراد وحكومة نوري المالكي بالجلوس الى مائدة المفاوضات للتوصل الى حل لمشكلة تصدير النفط الخام عبر تركيا واكدت لكلا الطرفين انها لن تصدر برميلا واحدا من النفط الخام قبل تسوية هذه المشكلة. لكن المفاوضات بين الجانبين لم تحرز تقدما كبيرا اذ مازال الخلاف قائما حول حصة الادارة الكردية من العائدات النفطية وطرق تحصيل ايرادات مبيعات النفط في الاسواق الخارجية. على صعيد اخر قال الوزير يلديز للصحافيين انه تم الاتفاق مع وروسيا من حيث المبدا على رفع صادرات الغاز الطبيعي الروسي لتركيا عبر خط انبوب (بلو ستريم) الذي يمر تحت مياه البحر الاسود. واضاف يلديز عقب لقائه بانقرة مسؤولين من شركة (غاز بروم) النفطية الروسية ان الاتفاق ينص على زيادة كميات الغاز الطبيعي الروسي عبر انبوب بلو ستريم من 16 مليار متر مكعب الى 19 بليون متر مكعب سنوياً. ولم يحدد الوزير التركي قيمة الاتفاق الجديد لكنه اوضح انه سيتم توقيعه في موسكو بعد التفاوض على "سعر معقول" للغاز الروسي. يذكر أن تركيا تستورد اكثر من نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا والبقية من ايران واذربيجان وتسعى لتخفيض اسعار الغاز المستورد خصوصا الروسي والايراني.