حمل كل من «حزب الله» وحليفه «التيار الوطني الحر» على المواقف التي تضمنها المقال الأسبوعي لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في جريدة «الأنباء»، فيما وصفها رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» أمين الجميل بأنها «مواقف وطنية». وقال الجميل بعد زيارته شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في بيروت: «إذا جاءت مرحلة ولأسباب معينة تأقلم وليد بك في جو معين فهذا لا يعني أنه تنازل عن المبادئ التي ناضل من أجلها في مرحلة عصيبة من التاريخ، ولم نفاجأ بكلام وليد بك وأعتقد أن المطلوب اليوم التفتيش عن القاسم المشترك الذي يحفظ البلد». ورأى أن «كل المقاربات التخوينية في التخاطب أصلاً ممنوعة ومضرة جداً، ومن حق كل شخص الإدلاء بوجهة نظره طالما يحترم الآخر، علينا احترام بعضنا بعضاً وأن تكون المقاربة وطنية ومسؤولة وموضوعية لحل المشاكل المطروحة على الساحة، هذه اللغة التخوينة والمتشنجة مضرة ولا تخدم مصلحة البلد، وحبذا لو كان ثمة عهد شرف لبناني لتجاوز هذا المنطق واحترام الرأي الآخر ويكون هناك نقاش جدي وهادئ حول مجمل القضايا». وأكد الحاجة إلى «الحوار ضمن نية صادقة بالوصول إلى نتيجة، لكن أن تلتقي بالآخر فقط لكي تدلي بوجهة نظرك في شكل آحادي ومُنزل وفوقي فهذا ليس حواراً، الانطباع الموجود لدينا حالياً هو إما أن «تبصم» مع الموافقة سلفاً على رأي الآخر، أو جدل عقيم، نريد الحوار ولتعرض ورقة عمل واضحة وتحديد الأهداف». وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد بعد زيارته الرئيس السابق إميل لحود: «نحن في مرحلة بدأنا نقترب فيها من اللحظة التي لا يصح فيها إلا الصحيح وبدأت تتكشف المواقف الجريئة والصريحة التي تعرب عن التزامها بأهمية المقاومة ودورها في لبنان والحرص على المشاركة الحقيقية وعدم الذهاب إلى رهانات خاطئة واستسقاء معلومات من سفارات وجهات لها مقاصدها وأطماعها في بلادنا لاسقاط المقاومة والممانعة في لبنان والمنطقة، لن يصح إلا الصحيح ولن تنتصر إلا إرادة شعوبنا المقاومة والممانعة، ولن يتحقق سلام في المنطقة إلا مع قيام قوة تردع العدوان باستمرار». وعن رفض جنبلاط ربط مصير لبنان بتحرير مزارع شبعا، اعتبر رعد «أن الانسياق وراء معادلات الآن لا تسمن ولا تغني من جوع، نحن في غنى عنه». وإذا كانت مواقف جنبلاط تكتيكية أو استراتيجية، دعا رعد إلى «الانتظار قليلاً حتى نتبين الأمر، المشكلة أن اللبنانيين يسمعون موقفاً فيسارعون إلى التعليق، فتتوتر الأمور من دون أن يتأملوا في مقاصد هذا الموقف سواء من هذه الجهة أم تلك، وهذا ما حصل في التعليق على مواقف البطريرك الراعي، لم يعطوا لأنفسهم لحظة واحدة للتأمل في أبعاد ما أطلقه البطريرك من مواقف». وعن رد محطة «المنار» في نشرتها المسائية مساء أول من أمس، على جنبلاط، اكتفى بالقول: «هي محطة إعلامية إدارتها لها هامش تعمل فيه». وعن مطالبة جنبلاط بخطة تدريجية لاستيعاب السلاح في إطار الدولة، قال رعد: «دعونا الآن نبحث في موضوع الانتخاب». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية جان أوغاسبيان، بعد زيارته رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، «أن مواقف جنبلاط وطنية وتتلاءم كلياً مع مواقف 14 آذار وهو كان ريادياً حين كنا معاً وعندما أعلنّا أن سلاح حزب الله يجب أن يكون بعهدة الدولة ولا يمكن ربطه بعودة الفلسطينيين أو بمسألة الشرق الأوسط». ورد عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي زياد أسود على دعوة جنبلاط لتشكيل لجنة من المتمولين المسيحيين لشراء الأراضي من المسيحيين، قائلاً: «نخشى من بيع العقارات، ولكن الحل ليس بتشكيل لجنة من المتموّلين لشرائها، بل في وقف النوايا ومحاولات الشراء المنظّم». ولفت أسود إلى أن «المسيحيين يبيعون أرضهم عبر عمليات منظّمة لمساحات كبيرة، لذلك تحريف هذه العملية عن مسارها الأساسي لتغطيتها أمر سيئ النية». وعما إذا كان يخشى من «التمدّد الشيعي»، أوضح أن «الهدف ليس شيعياً، بل هو أبعد من ذلك يتمثّل في حذف المسيحي والتفكير بذلك عبر رمي الكرة في ملعب الآخرين». وتوجه إلى جنبلاط قائلاً: «دور بكركي أهم من أي دور آخر وأهم من أي موقف يتخذه هو، وعندما تكون مواقف بكركي لمصلحة جنبلاط،، فهذا لا يعني أنها تختصر دور بكركي التاريخي، بل هناك مرحلة مضت كان فيها الكثير من الخلل». وقال: «اليوم هناك إعادة تصويب للبوصلة السياسية التاريخية لبكركي، ولا نسمح لأي أحد ولا نقبل من أي احد أن يعطي مواعظ لبكركي، ومَن يريد دوراً فاعلاً لبكركي عليه أن يعطي دوراً لطائفته لا أن يختزلها بشخص. لذلك، من هذا المنطلق مَن يعطينا الدروس عليه ان يبدأ بنفسه». واستغرب عضو «جبهة النضال الوطني» النيابية وائل أبو فاعور «كل هذه الحملة وهذه التفسيرات على كلام رئيس الجبهة جنبلاط»، معتبراً بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن جنبلاط «أكد مقررات الحوار، وهي مقررات إجماع بين اللبنانيين، إلا إذا كان هناك رأي جديد يقول إن مقررات الحوار أصبحت خلفنا».