جدد البطريرك الماروني نصر الله صفير رفضه وجود «جيشين في البلد، جيش وطني وجيش مقاوم»، معتبراً أن «الجيش النظامي وحده الذي يحمي الوطن، وعلى المقاومة أن تنضم بسلاحها الى الجيش اللبناني فعندها يقاوم الجميع العدو». كما جدد انتقاده طرح إلغاء الطائفية السياسية، داعياً إلى «إلغائها من النفوس قبل النصوص»، معلناً انه لم يفهم طرح رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط في شأن المداروة في الرئاسات الثلاث. كلام صفير جاء خلال زيارته ظهراً الرئيس اللبناني ميشال سليمان في قصر بعبدا، وخلال استقباله صباح أمس وفداً من رابطة خريجي كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية برئاسة عامر مشموشي في بكركي. وسأل صفير: «هل يعقل ان يكون هناك سلاح نظامي وآخر مسلح خارج الشرعية يدير سلاحه يوماً على العدو ويوماً آخر الى الداخل؟»، مؤكداً أن «من يعمل لمصلحته الخاصة على حساب مصلحة الوطن يكون يعمل على تهديم الوطن»، ومشدداً على ضرورة ان يعمل الجميع لمصلحة وطنهم لإنقاذه مما يتخبط به. وسأل البطريرك عن «النفع من إلغاء الطائفية السياسية من النصوص قبل النفوس، اذا بقي كل واحد يقول انا ماروني، او درزي أو...»، وقال: «اذا كان يتعلق بتطبيق اتفاق الطائف فيجب البحث ببنوده خطوة خطوة». ورحب صفير بكل مصالحة تحصل في الوطن، سائلاً «على ماذا يختلفون؟». وأكد ان «لا شيء جديداً حتى الساعة بالنسبة الى المصالحة المسيحية - المسيحية». وجدد صفير موقفه من أن «الحكم الديموقراطي معروف، وهو ان يكون هناك أكثرية تحكم ومعارضة تعارض. اما اليوم فأرادوا جمعهما في حكومة واحدة، لكن هناك عقبات كثيرة لم يتم تذليلها بعد، حتى الساعة». ولفت الى ان السينودس الذي دعا اليه البابا حول المسيحيين في الشرق هو لإيجاد طرق لإبقائهم في البلدان المتواجدين فيها، مشيراً الى ان «عدداً من المسيحيين في بعض الدول العربية يغادرونها، ولبنان هو البلد الأكثر وجوداً للمسيحيين فيه». وبعد لقائه سليمان في بعبدا، أعلن صفير أنه دعا لسليمان بالتوفيق «في كل ما يقوم به من عمل يهمّ البلد»، نافياً أن يكون طلب منه استكمال لقاءات المصالحات في بعبدا، وأضاف: «هنّأنا فخامة الرئيس بهذه المصالحات وهذا يجب أن يتم، ونأمل بأن يعود اللبنانيون بعضهم الى بعض ويتكاتفوا في سبيل إنهاض البلد». ولفت صفير الى أن البيان الوزاري «وضعه بعد التفكير قسم من اللبنانيين والمسؤولين، وأما السلاح فهو موجود. ونحن كان لنا رأي فيه ولا نريد تكراره». وعما إذا أقنعه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» ميشال عون خلال اجتماع المطارنة الموارنة بوجهة نظره في موضوع السلاح، أجاب صفير: «طبعاً، الجنرال عون، عرض الأمر، إنما هذه الناحية لم يتطرق إليها بإسهاب»، مجدداً تأكيده ان «إلغاء الطائفية السياسية أمر مطروح منذ زمن بعيد، وبين الحين والحين يرجع الى الإعلام... أما في ما يتعلق بالصلاحيات الرئاسية، فإننا لم نتطرق الى هذا الموضوع». كما نفى وجود مبادرة لدى بكركي من أجل مصالحة مسيحية - مسيحية، لكنه رحب ب «المبادرة التي حصلت، وإذا دعا الأمر ذلك فلن نتأخر». وعما اذا كان اجتماع المطارنة المقبل سيشهد لقاء مع بعض القيادات المسيحية كما حصل مع عون، رد صفير: «كلا، فالعماد عون هو من طلب الاجتماع بنا وبسيادة المطارنة وقبلناه. وكان حصل هذا الأمر مع المرحوم الرئيس (رفيق) الحريري، فأتى واجتمع بنا وبالمطارنة أكثر من مرة». وأعلن أن «هناك جيشاً نظامياً وجيشاً غير نظامي، ويجب أن يأتلف الجيشان فما من بلد آخر فيه جيشان، جيش للدولة وجيش لغير الدولة»، مرحباً ب «كل انفتاح على الدول المجاورة بالأخص وعلى كل الدول في العالم». وعن طرح رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط المداورة في الرئاسات الثلاث، قال صفير: «لم أفكر بهذا الأمر. هل يكون تارة رئيس الجمهورية ماروني، وتارة درزي وتارة... أنا لم أفهم ذلك». وعلق على موقف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لجهة قوله إن «حزب الله» أصبح «جيش الدولة اللبنانية»، فقال صفير: «قرأنا في الصحف أن نتانياهو له نية في الهجوم على لبنان إذا ظلّ جيش المقاومة يقاوم، وهي ليست المرة الأولى التي يهدد فيها وغيره لبنان». وعن زيارة محتملة لسورية، رد صفير: «لم أدعَ إلى سورية، وإذا دعينا سنرى».