أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد نقل أمس رسالة من الرئيس بشار الأسد إلى نظيره الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي «أكد حرص بلاده على أن تبقى سورية قوية ومنيعة لتتجاوز المؤامرة التي تحاك ضدها، معبراً عن ارتياحه للإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد في المجالات كافة». وأضافت «سانا» أن الرئيس الموريتاني «أكد ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين لما فيه مصلحة الشعبين في سورية وموريتانيا، لافتاً إلى أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه البلدان العربية». وأشارت إلى أن المقداد «عرض خلال اللقاء الظروف التي مرت بها سورية خلال الأشهر الماضية نتيجة حملة سياسية وإعلامية خارجية مغرضة بهدف إضعافها والنيل من ثوابتها ومواقفها القومية والوطنية وانجازاتها الداخلية، وان سورية قامت بالتصدي لهذه الحملة الشرسة من خلال وعي شعبها ووحدته الوطنية ودعمه للإصلاحات الشاملة تعزيزاً لقرارها الوطني المستقل». إلى ذلك، أفادت الوكالة أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعرب خلال لقائه المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان في موسكو عن «ارتياحه لمسيرة تنفيذ الاصلاحات والنية في إجراء انتخابات ديموقراطية» في سورية. واختتمت شعبان أمس زيارة إلى موسكو استمرت أربعة أيام تضمنت لقاءات مع بوغدانوف ونائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس اوماخانوف ورئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الفيديرالية (الشيوخ) وميخائيل مارغيلوف. وافادت «سانا» ان نائب وزير الخارجية الروسي «أكد ثبات الموقف الروسي بعدم وجوب التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية». وأشارت إلى أن اوماخانوف «أكد تعاطف الشعب الروسي مع سورية وثقته بأن تخرج من هذه الأزمة بسلام وتعود إلى ازدهارها وتطورها، فيما اكد مارغيلوف أن سورية دولة صديقة وشقيقة لروسيا وان الأشقاء لا يتركون بعضهم في أوقات الأزمات وان روسيا تصر على عدم تكرار السيناريو الليبي في سورية، مقترحاً توجه وفد من مجلس الفيديرالية الروسي إلى سورية للإطلاع على ما يجري فيها على ارض الواقع». ونقلت «سانا» عن شعبان قولها ان «القيادة السورية ماضية في طريق الإصلاحات النابعة من حاجة المجتمع السوري»، وانها قالت إن «ما يحدث في سورية لا يمكن فصله عما يجري في منطقتنا»، مشيرة إلى أن «الأزمة في سورية مركبة وليست ذات وجه واحد، وهناك حرب إعلامية شرسة تشن على سورية تقوم على أساس التضليل وعدم الصدقية وتصعيد أعمال العنف وإثارة نعرات قومية وطائفية غريبة عن سورية». ورأت أن «الشعب الروسي والقيادة الروسية يتخذان مواقف مشرفة وموضوعية من الأحداث الجارية في سورية مؤكدة أن روسيا كانت على الدوام شريكة لسورية في الدفاع عن مبادئ الحق والعدالة». من جهة أخرى، نفت الحكومة السورية أمس ما تناقله بعض وسائل الإعلام عن منعها الإدلاء بالتصاريح أو حجب المعلومات إلا عبر الوزراء أو من يفوضونهم. وأكدت حرصها على «توفير مناخ من الشفافية والوضوح في التعاطي الإعلامي مع القضايا العامة». وأوضح مسؤول حكومي أن «الكتاب الذي وجه في وقت سابق الجهات العامة يهدف إلى توحيد الرؤية لدى كل جهة وإيجاد مرجعية محددة تمتلك المعلومة الدقيقة وتقدر أهميتها وحساسيتها ولاسيما ما يتصل منها ببعض القضايا الاقتصادية وانعكاساتها في هذه المرحلة، لافتاً إلى أن سورية تتعرض لمؤامرة خارجية تعمل فيها بعض وسائل الإعلام المغرضة على تشويه الحقائق وتزويرها لزعزعة امن سورية واستقرارها». وأكد المصدر انه «بالنسبة إلى قضايا العمل اليومي وخطط وبرامج الوزارات والجهات التابعة لها فإنه لا يوجد ما يمنع أبداً من تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات والبيانات التي تحتاجها ولا يوجد ما يمنع من إعطاء التصريحات المتعلقة بها حسب اختصاص هذه الجهات».