دعت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد امس في موسكو الغربيين الى ان يحذوا حذو روسيا عبر تشجيع الحوار السياسي في البلاد بدلا من الدعوة الى عقوبات ضد النظام. وقالت شعبان امام الصحافيين بعد لقائها مبعوث الكرملين الى المنطقة ميخائيل مارغيلوف "اود شكر الدولة والشعب الروسيين على دعم تطلعات سورية الى حل سلمي للاحداث". واضافت "نرغب في ان يحذو الغرب حذو روسيا في مواقفه بدلا من ان يدعو الى اعمال تساهم في تصعيد العنف". من جهته قال مارغيلوف وهو ايضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي في ختام لقائه مع شعبان "لا نريد ان يتكرر السيناريو الليبي في سورية". واعلن ان وفدا من مجلس الاتحاد (المجلس الاعلى في البرلمان) سيزور سورية قريبا. وقال عضو مجلس الاتحاد ايلياس اوماخانوف الذي يترأس هذا الوفد "سنلتقي ممثلين عن مختلف القوى السياسية وسنحاول التشجيع على ان يجري الحوار بين الاطراف السورية بشكل سلمي". واضاف "ان هدف روسيا هو تجنب ان يؤدي تدخل خارجي الى تصعيد اعمال العنف وسقوط العديد من الضحايا". وفيما يتعلق بحصيلة ضحايا اعمال العنف قالت مستشارة الرئيس السوري ان حوالى 1400 شخص، هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من "المتمردين"، قتلوا في اعمال العنف في سوريا. وقالت في اعتراض على حصيلة الاممالمتحدة "لدينا لائحة باسماء الضحايا ويمكننا تقديمها". اما المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي فأكدت امس ان حصيلة ضحايا قمع حركة الاحتجاج في سورية بلغت 2600 قتيل. من جهة ثانية استقبل القائم بالاعمال الروسى نائب رئيس بعثة روسيا الاتحادية بالقاهرة الوزير مفوض ايفان مولتوكوف امس وفدا سورياً معارضا وذلك للمرة الاولى منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بالاصلاح والتغيير في سورية. وصرح النائب السابق والمعارض السورى محمد مأمون الحمصي بأن الوفد ضم شخصيات سورية ثقافية وسياسية تمثل كافة الاقليات والطوائف من بينهم هيثم المالح عميد الحقوقيين السوريين والبروفيسور منذر ناقوس وعبد الرؤوف سطيفو رئيس حزب الاشوريين وبسام اسحاق رئيس منظمة سواسية لحقوق الانسان وأحمد منجوني من شباب الثورة السورية والياس مالح وقهار رامكو من الشخصيات الثقافية والسياسية. وقال الحمصي انه تم خلال اللقاء طرح أبعاد الازمة في سورية بمنتهى الشفافية حيث أبدى هيثم المالح دهشته من الموقف الروسي الذي عبر عنه مندوب روسيا الدائم لدى الاممالمتحدة بتأييده للمرسوم رقم 55 الذى أصدره الرئيس السورى بشار الاسد تحت شعار الاصلاح رغم أنه في حقيقته يعطي صلاحيات أوسع لقوى الامن لقتل واعتقال المواطنين العزل. وشرح المالح للقائم بالاعمال الروسي ما يدور في داخل سورية ومايجرى للشعب من عمليات قتل واعتقال وترويع لاتتوقف، مبديا حرص الشعب السوري على إقامة علاقات مثلى مع الشعب الروسى من خلال تبني الموقف الرسمى الروسى طموحات ومطالب شعب سورية وتأييدها وعدم الانحياز بصفة كلية الى النظام. وحول المبادرات المطروحة لحل الازمة في سورية أوضح الحمصي أن المعارضة السورية ستتعامل بموضوعية مع أي مبادرة لكن ذلك مرهون أولا بوقف أعمال القتل وسحب الدبابات من الشوارع السورية ثم الحديث بعد ذلك عن المفاوضات. واضاف الحمصي في تصريحات ل "الرياض" أن القائم بالاعمال الروسي أبلغ الوفد السوري أن هذا اللقاء يأتي بمباركة وموافقة من حكومة بلاده وأن الحكومة الروسية تولي أهمية كبرى لما يجرى فى سورية وأنه على اتصال دائم بوزير الخارجية الروسي لمتابعة الموقف ساعة بساعة. ووعد القائم بالاعمال الروسي وفد المعارضة السورية بمعالجة كافة الامور مؤكدا أن روسيا تريد الحرية للشعب السوري شريطة أن لا يكون هناك مكان لما وصفها بقوى الارهاب مشيرا الى أنه سينقل مضمون اللقاء الى حكومة بلاده. وقد رد فهد المصري المتحدث الاعلامي باسم الجالية السورية بالخارج على هذا الكلام قائلا" إن ثورة سورية سلمية ولامكان فيها لإرهابيين .. وأن أي تشويه لهذه الحقيقة هو محاولة لتضليل الرأى العام الدولي".