جرّد الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول في العالم الإسباني رافايل نادال الثاني من لقبه بطلاً لفردي الرجال في بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة، آخر البطولات الأربع الكبرى للتنس، بفوزه عليه 6-2 و6-4 و6-7 (3-7) و6-1 في 4 ساعات و10 دقائق ليل الإثنين الثلثاء على ملاعب فلاشينغ ميدوز في نيويورك. واللقب هو العاشر لديوكوفيتش (24 سنة) في 12 بطولة ودورة خاضها هذا الموسم منها 3 ألقاب كبيرة في أستراليا المفتوحة وويمبلدون الإنكليزية وفلاشينغ ميدوز، والفوز هو ال64 في مقابل هزيمتين: الأولى أمام السويسري روجيه فيدرر في نصف نهائي رولان غاروس الفرنسية لكنه ثأر منه وأخرجه من الدور ذاته في هذه البطولة. والثانية فكانت أمام البريطاني أندي موراي في نهائي دورة سينسيناتي الأميركية قبل نحو 3 اسابيع حيث آثر الصربي الإنسحاب بعد أن خسر المجموعة الأولى 4-6 وتخلّف في الثانية صفر-3 متذرعاً بإصابة لا يريد مفاقمتها وإضاعة الوقت، لأنه كان يرصد اللقب الأميركي الكبير. كما أنه الفوز ال13 لديوكوفيتش على نادال (في مقابل 16 هزيمة) منها 6 هذا الموسم في 6 مباريات نهائية فحرمه بالتالي من 6 ألقاب مفترضة أغلاها في فلاشينغ ميدوز حيث كان الإسباني وضع نصب عينيه اللقب ال11 الكبير في 14 نهائي خاضها منذ إحترافه من أجل الإقتراب من فيدرر، صاحب الرقم القياسي (16 لقباً) لا سيما أنه يصغره بخمس سنوات (25 سنة في مقابل 30) وبدأ نجم الأخير بالافول. ويعادل حرمان نادال من الاحتفاظ بلقبه في فلاشينغ ميدوز خسارته صدارة التصنيف العالمي أيضاً لصالح الصربي الذي سينهي على ما يبدو موسماً تاريخياً في عالم التنس لم يسبقه اليه احد. وصرح ديوكوفيتش بعد المباراة "ما يحدث لا يصدق. موسمي غير العادي مستمر. اني اهنىء رافايل على هذه الأمسية وآمل أن تكون بيننا مواجهات كثيرة في المستقبل". من جهته، قال نادال "قام نوفاك بأشياء غير معقولة في الملعب. ما يحققه هذا الموسم من الصعب أن يتكرر. حاولت أن أكون هجومياً، لكنه كان يرد في كل مرة. لقد قاتلت حتى النهاية ولم أنجح". وفي لغة الأرقام التي افرزتها المباراة، فقد نادال إرساله 11 مرة (3 مرات في كل من المجموعات الثلاث الأولى ومرتين في الرابعة) في مقابل 6 لديوكوفيتش (مرة في الأولى واثنتان في الثانية و3 في الثالثة). وحصل ديوكوفيتش على شيك بقيمة 2.7 مليون دولار منها 1.8 مليون قيمة الجائزة المخصصة للبطل و900 ألف دولار نسبة 50 في المئة منها كونه صاحب ثاني أفضل عدد من النقاط في فلاشينغ ميدوز بعد الأميركي ماردي فيش الذي حصل على 100 في المئة من قيمة جائزته، وأمام الاميركي الاخر جون ايسنر (25 في المئة). وكانت الأميركية سيرينا وليامس وصيفة بطلة فردي السيدات حصلت على 900 ألف دولار ونسبة 100 في المئة من قيمة جائزتها كونها صاحبة أكبر عدد من النقاط خلال مشاركاتها في هذه البطولة التي حملت لقبها أعوام 1999 و2002 و2008. وبدأ نادال الإرسال في المجموعات الثلاث الأولى فلم يستطع الاحتفاظ بإرساله في أي منها في الشوطين الثالث والخامس، وكان دويكوفيتش البادىء بالإرسال في الرابعة فكسر إرسال منافسه في الشوطين الثاني والسادس. وقدم اللاعبان عرضا قويا بدأه نادال بالإستيلاء على إرسال الصربي في الشوط الثاني قبل أن يفقد إرساله في الثالث والخامس والسابع، ويخسر المجموعة 2-6 بعد أن أحرز منافسه 6 اشواط متتالية في 53 دقيقة. وتكرر السيناريو في بداية المجموعة الثانية، فإنتزع نادال الإرسال من ديوكوفيتش في الشوط الثاني ثم فقد إرساله في الشوطين الثالث (دام 17 دقيقة أي ما يعادل زمن 6 اشواط عادية تقريباً) والخامس قبل أن يرد في السادس، لكن الصربي كسر للمرة الثالثة في التاسع وأنهى المجموعة الثانية في مصلحته 6-4 في ساعة و13 دقيقة. وكان ديوكوفيتش الذي غامر طوال المباراة ونجح في معظم الأحيان في الضربات الصعبة والحاسمة، على وشك الفوز بالمجموعة الثالثة بعد أن خسر إرساله في الشوطين الرابع والسادس وإستولى على إرسال الإسباني في الأشوط 3 و5 (وكان على وشك ذلك في السابع) و11، ثم سنحت له الفرصة مرتين لإنهاء المباراة فلم يستغلهما ليخسر إرساله في الشوط ال12. وصبت نتيجة الشوط الفاصل في مصلحة نادال فقلّص الفارق بعد ساعة و25 دقيقة، وبدا الصربي الذي خاض مباراة أكثر من ماراثونية من 5 مجموعات في نصف النهائي ضد فيدرر، منهكاً في هذه المجموعة غير قادر على الحركة. وفي بداية المجموعة الرابعة، شعر ديوكوفيتش الذي شكا خلال الموسم من ضيق في التنفس، بآلام في الظهر على مستوى الخاصرة اليسرى فاستدعى الطبيب المعالج الذي أعطاه دواء مسكناً وأجرى له بعض التدليك مكان الألم فإستعاد الصربي مستواه السابق وفاز بها على رغم أن أكمل المباراة وهو يتألم بعد أن أطرب الجمهور الذي قارب ال 24 ألف متفرج.