واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي اي – صعّد الجمهوريون انتقاداتهم للخطاب لخطة التوظيف التي اقترحها الرئيس باراك اوباما بقيمة 447 بليون دولار امام الكونغرس اول من أمس، وتمسكوا بتشكيكهم في جدواها والذي شكل موقفهم المعلن حتى قبل إلقاء الرئيس خطابه. وعلى رغم ان اوباما أكد ان خطته ستكون «ممولة بالكامل»، معلناً انه سيقدم في 19 الشهر الجاري «خطة اكثر طموحاً لتقليص العجز ستغطي الكلفة المقترحة لقانون التوظيف وتؤدي الى استقرار ديننا على الأمد البعيد»، فيما اكد البنك المركزي الاميركي استعداده لتكثيف دعمه النقدي للانتعاش الاقتصادي، صرح السيناتور الجمهوري جون ماكين لمحطة «سي إن إن»: «يجب ان نعرف كيفية تمويل الخطة». وشدد عضو مجلس النواب ستيف شابو على ان «الكلام المنمق لن يعيد احداً الى العمل»، مشيراً الى ان النواب سيدرسون الاقتراحات لكن «الواقع ان بنوداً قليلة جداً من الخطة سيتحول الى قانون». اما ميشيل باكمان مرشحة «حزب الشاي» المحافظ لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2012 فقالت: «ليس على الكونغرس رفض الخطة فقط بل ابلاغه ان خطته لم تنجح وستؤذي الاقتصاد الأميركي». ويربط الجمهوريون الذين خاضوا مطلع الصيف معركة شرسة مع اوباما في شأن التوصل الى اتفاق لرفع سقف الدين وخفض العجز، بين مبلغ 447 بليون دولار الذي تحدث عنه اوباما وخطة الانعاش المكثف التي اصدرتها ادارته بكلفة 787 بليون دولار بعد شهر من توليه السلطة مطلع عام 2009، والتي لم تلغِ القلق من وضع مستوى البطالة على رغم استقراره. وأوجد الاقتصاد الأميركي في آب (اغسطس) عدداً من فرص العمل مماثلاً للعدد الذي فقده، ما انهى عشرة شهور من عمليات التوظيف الجديدة. ويغذي هذا الرقم مع مؤشرات اقتصادية اخرى غير ايجابية المخاوف من استمرار الركود، ما يؤثر في شعبية اوباما البالغة 40 في المئة قبل اقل من 14 شهراً من الانتخابات. وكان اوباما حض لدى تقديمه ليل الخميس – الجمعة خطته للتوظيف بهدف توجيه «صدمة كهربائية» لإنعاش الاقتصاد الاميركي، الكونغرس على تبنيها «فوراً»، وقال: «لنكن في مستوى الظروف». وتقترح خطته بعنوان «اميركان جوبس اكت» (قانون التوظيف الأميركي) تخفيضات ضريبية، وتخفيف الأعباء الاجتماعية على الشركات الصغرى والمتوسطة بقيمة 240 بليون دولار، واتخاذ اجراءات لمصلحة العاطلين من العمل، وأيضاً تنفيذ استثمارات في البنى التحتية من اجل تنشيط النشاط الاقتصادي. وترصد الخطة 140 بليون دولار لتحديث 35 الف مدرسة على الأقل، وإصلاح طرقات وجسور ونظام النقل العام، ما سيخلق وظائف جديدة في كل هذه القطاعات. وأضاف اوباما الذي تواجه ادارته بطالة نسبتها 9,1 في المئة ورثتها من فترة الركود بين عامي 2007 و2009 التي ألغت اكثر من ثمانية ملايين وظيفة، ان «هدف الخطة بسيط ويتمثل في اعادة المزيد من الناس الى العمل ووضع مزيد من المال في جيوب اولئك الذين يعملون. وستعطي الثقة للشركات في انها اذا استثمرت ووظفت فسيتوافر زبائن لانتاجها وخدماتها». وأوضح ان خطته «ستخلق وظائف اضافية في قطاعي البناء والتعليم ومزيداً من الوظائف لقدامى المحاربين وللعاطلين من العمل منذ فترة طويلة». وأضاف اوباما الذي ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2012 ان «السؤال المطروح اليوم هو معرفة اذا كنا نستطيع امام ازمة قومية ان نضع حداً لألاعيب السياسة وتنفيذ شيء ملموس لمساعدة الاقتصاد». ويرى خبراء اقتصاديون أن خطة اوباما للتوظيف يمكن ان تزيد في حال اقرارها النمو الاقتصادي الأميركي بين نقطة وثلاث نقاط مئوية في عام 2012، وأن تتيح نحو مليون فرصة عمل وتخفض معدل البطالة بنحو نصف نقطة مئوية.