واشنطن - أ ف ب - أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر أن يرسل في وقت لاحق أمس إلى الكونغرس خطته للنهوض بالاقتصاد والتوظيف التي كان أعلن عنها الخميس أمام البرلمانيين. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن من المقرر أن يعلن أوباما من البيت الأبيض إرسال خطة «أميركان جوبز آكت» (قانون التوظيف الأميركي) التي تضم مجموعة بنود بقيمة إجمالية مقدارها 447 بليون دولار. وكان أوباما يعتزم استغلال المناسبة لتجديد دعوته «إلى الكونغرس لإقرار مشروع القانون الذي يتضمن اقتراحات شبيهة باقتراحات سبق أن حظيت في الماضي بدعم الحزبين (الجمهوري والديموقراطي) ومن شأنها حفز النمو الاقتصادي وإيجاد وظائف». وتندرج كلمة أوباما في سياق الحملة التي يشنّها على الأصعدة كلها لإقناع الكونغرس، خصوصاً خصومه الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب فيه، بالموافقة على هذه الإجراءات. وزار أوباما الجمعة فرجينيا (شرق) حيث دافع عن مشروع القانون هذا أمام 8900 شخص في إحدى الجامعات ومقرر أن يتوجه اليوم إلى أوهايو (وسط) وهي ولاية استراتيجية على خريطة الانتخابات الأميركية، لعقد تجمع مماثل. وكان أوباما كشف الخميس عن تفاصيل خطته التي تقترح تخفيضات ضريبية وتخفيف الأعباء الاجتماعية على الشركات الصغرى والمتوسطة بقيمة 240 بليون دولار، واتخاذ إجراءات لمصلحة العاطلين من العمل وكذلك تنفيذ استثمارات في البنى التحتية من أجل تنشيط النشاط الاقتصادي. وأكد أمام البرلمانيين في مجلسي النواب والشيوخ أن خطته ستوجه «صدمة كهربائية لاقتصاد متعثر» لا يزال يعاني من تبعات أزمة الانكماش في 2007 - 2009. وبعد المعركة الضارية التي خاضها القادة الجمهوريون في الكونغرس ضد البيت الأبيض مطلع الصيف حول مسألة رفع سقف الدين الفيديرالي الأميركي ومكافحة العجز المالي، لزموا الحذر حيال خطة أوباما، غير أنهم أعربوا في الوقت نفسه عن رغبتهم في التوصل إلى اتفاق حول بنودها التي من شأنها أن تلقى إجماعاً. وكانت استثمارات خطة الإنعاش الاقتصادي بقيمة 787 بليون دولار التي أقرت في مطلع 2009 فشلت في تحقيق النتيجة التي كان يطمح إليها البيت الأبيض إذ راهن على خفض نسبة البطالة إلى ما دون ثمانية في المئة. وبعد مضي سنتين ونصف السنة على إقرارها، لا يزال طالبو العمل يمثلون 9.1 في المئة من القوة العاملة، ما يشكل نقطة ضعف كبيرة في حصيلة أوباما المرشح لولاية رئاسية ثانية في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وإن كان أوباما أكد في خطابه الخميس أن خطته «ستكون ممولة كلياً» بواسطة الاقتطاعات في الموازنة، إلا أن عدداً من الجمهوريين شكك في الأمر. وتقوم الاقتطاعات هذه على خطة لخفض العجز المالي وعد الرئيس بتقديمها في 19 أيلول (سبتمبر). ووجه رئيس مجلس النواب جون باينر وزعيم الغالبية الجمهورية إريك كانتور الجمعة رسالة إلى أوباما أعلنا فيها عزمهما على إضافة عناصر إلى الخطة المقترحة، وأشارا في رسالتهما إلى أن أفكار الرئيس «جديرة بالأخذ في الاعتبار» داعيين إلى البحث عن «تفاهم».