من موقع هو الأضعف له داخلياً منذ وصوله الى البيت الأبيض، وجه الرئيس باراك أوباما خطاباً سياسياً واقتصادياً الى مجلسي الكونغرس، مستخدما فيه رصاصته الأخيرة لانعاش الاقتصاد الأميركي عبر ضخ ما يقارب 300 بليون دولار لمكافحة البطالة على أبواب الانتخابات الرئاسية في 2012، متهماً معارضيه الجمهوريين بمحاولة جعله رئيسا لولاية واحدة ولو على حساب رفاهية الشعب الاميركي. الصورة من مبنى الكابيتول عكست أزمة أوباما الداخلية. فالخطاب قاطعه نواب جمهوريون اما لمشاهدة افتتاح المباريات السنوية لكرة القدم الأميركية (أن.أف.أل)، كما هي الحال مع النائب عن لويزيانا ديفيد فيتر، أو لتوجيه رسالة انتخابية عكستها مقاطعة النائب رون بول، المرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، والنائب جيم دي مينت من حركة «حزب الشاي» الذي اعاد مقاطعته الخطاب الى شعور «الاحباط» من الرئيس الأميركي. وحتى أصدقاء الرئيس في الحزب الديموقراطي حذروا البيت الأبيض من تحويل اللوم الى الكونغرس في مسألة البطالة التي استعرض أوباما امامه خطة قد تكون فرصته الأخيرة لمكافحتها قبل انتخابات 2012. واقترح أوباما على النواب ضخ 300 بليون دولار في الاقتصاد الاميركي الى جانب «مبادرات جديدة مهمة لاستحداث وظائف والعمل على نمو الاقتصاد، سيتم تمويلها كاملة». غير أن الخطة التي تحتاج الى موافقة الكونغرس، ستواجه عوائق عدة، بينها انهيار الثقة ب»استراتيجية الاموال» لانعاش الاقتصاد مع بقاء نسبة البطالة في حدود9.1 في المئة بعد ضخ ما يقارب تريليون دولار في قطاعات مختلفة منذ 2008. ويحاول أوباما التفاوض مع الجمهوريين، الذين يشكلون أكثرية في مجلس النواب، لتمريرهذه الحطة كونها تؤمن مصلحة انتخابية للحزبين في الانتخابات النيابية والرئاسية في حال نجحت في خفض نسبة البطالة. ويمثل الخطاب الفرصة الأخيرة لأوباما لتعديل رصيده الاقتصادي مع الناخبين، مع دخول الولاياتالمتحدة موسم الانتخابات الرئاسية التي ستنطلق مطلع السنة داخل الحزب الجمهوري. وللمرة الاولى منذ وصوله الى البيت الأبيض، أعطت الاستطلاعات تقدماً لمرشح جدي عن الحزب الجمهوري بنسبة 4 في المئة، مقابل تراجع شعبية الرئيس الى 42 في المئة. ووجه المرشحون الجمهوريون الجديون، يتقدمهم حاكم تكساس ريك بيري وحاكم مساتشوستس السابق ميت رومني، انتقادات لاذعة لأوباما في مناظرتهم أول من أمس، واعتبر رومني أن أوباما «شخص طيب انما ليس أهلاً للقيادة ولم يعمل يوما في القطاع الخاص». وتعتبر الورقة الاقتصادية الأكثر محورية في الانتخابات، وسيكون على أوباما اقناع الرأي العام الأميركي بانجازاته الاقتصادية التي لم تلب طموحات المستقلين وحتى أنصاره في القاعدة الديموقراطية ممن اختاروه في 2008. وسيأخذ أوباما خطته الاقتصادية الجديدة الى الميدان الانتخابي اليوم حيث سيزور ولاية فيرجينيا لتسويق رؤياه، وسيحاول رفع سقف الانتقادات للجمهوريين الذين يرفضون زيادة الضرائب على الأثرياء وتعترض قاعدتهم اليمينة على ضخ المزيد من الأموال الحكومية لانعاش الاقتصاد. وبحسب عنوان لشبكة «سي.بي.أس» الأميركية سيكون “نجاح أوباما في خلق الوظائف ضروريا لضمان احتفاظه بوظيفته».