يحسم الناخبون الأميركيون اليوم الثلاثاء الحملة الانتخابية في بلادهم والتي يصعب التنبؤ بنتائجها، خصوصا مع التقارب الشديد بين المتنافسين على الرئاسة الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري مت رومني. فقد أظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما مساء الأحد أن الرئيس أوباما ومنافسه رومني لا يزالان يسجلان نتائج متقاربة قبل 48 ساعة من الانتخابات الرئاسية. وقال الخبير في استطلاعات الرأي الجمهوري بيل ماكينتورف الذي أجرى الاستطلاع مع زميله الديمقراطي بيتر هارت، إنه «يعكس تنافسا محتدما جدا في سائر أنحاء البلاد». ومع اقتراب ساعة الحسم الانتخابي حث أوباما ورومني الخطى لاجتذاب الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم في عدد قليل من الولايات المتأرجحة، التي ستحسم اليوم الثلاثاء من سيحصل على الأصوات الانتخابية اللازمة للفوز وعددها 270 صوتا، وبدأ كل منهما جولات في أنحاء البلاد حتى اليوم الأخير من السباق. وبعد أشهر من حملة واسعة في الولايات الرئيسية تخللتها هجمات لاذعة أحيانا، أكد كل من أوباما ورومني أنه يقدم أفضل الحلول لعلاج النمو الاقتصادي الضعيف، والجمود الحزبي في واشنطن. ووجه الاثنان نداءات مباشرة للناخبين في سباق قد يكون الفوز فيه من نصيب الجانب الذي يستطيع إقناع أكبر عدد من أنصاره بالذهاب إلى صناديق الاقتراع. كما أن ميزان القوى في الكونجرس على المحك في انتخابات اليوم حيث من المتوقع ان يحتفظ الديمقراطيون بأغلبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ بينما يحتفظ الجمهوريون بسيطرتهم على مجلس النواب.وستؤثر نتيجة الانتخابات على عدد من القضايا المحلية والخارجية من احتمالات خفض الانفاق الى زيادة الضرائب التي يمكن ان تحدث بنهاية العام الى قضايا خارجية منها الهجرة غير المشروعة والتحدي الشائك المتعلق بطموحات ايران النووية. كما ان ميزان القوى في الكونجرس على المحك في انتخابات اليوم حيث من المتوقع ان يحتفظ الديمقراطيون بأغلبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ بينما يحتفظ الجمهوريون بسيطرتهم على مجلس النواب. وفي سباق ضخ فيه المرشحان وحلفاؤهم ملياري دولار امريكي وهو الاعلى على الاطلاق في تاريخ الولاياتالمتحدة أغرق المعسكران الولايات المتأرجحة بوابل من الدعايات والاعلانات الانتخابية. والهامش المتقارب في استطلاعات الرأي الوطنية والتي تجريها الولايات كل على حدة يمكن ان يحسمه المعسكر الذي ينجح في حشد الناخبين المؤيدين له ويدفعهم الى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم. وفي الايام الاخيرة من الحملة ركز كل من أوباما ورومني على اشعال حماس أنصارهما والتودد للناخبين الذين لم يحسموا امرهم بعد في الولايات التي تشهد معركة ساخنة. ويسعى رومني لكسب ناخبين أيدوا أوباما في انتخابات عام 2008 لكنهم غير راضين عن ادائه ويصف نفسه بأنه مرشح التغيير ويهاجم أوباما لانه فشل في الوفاء بوعوده الانتخابية السابقة. وقال رومني لحشد من الناخبين في كليفلاند باوهايو الاحد متحدثا عن أوباما :لقد وعد بالكثير لكنه صراحة لم يحقق الا القليل. من جانبه تحدث الرئيس الديمقراطي في الايام الاخيرة لحملته الانتخابية عن تحقيقه تقدما لانعاش الاقتصاد مستشهدا بالتقارير التي تحدثت عن تحسن الاوضاع الاقتصادية فيما يتعلق بتوفير مزيد من الوظائف مشددا على حاجته لفترة رئاسة ثانية في البيت الابيض لانهاء مهمته. وقال أوباما في سينسيناتي بولاية اوهايو موجها حديثه للناخب الامريكي :هذا اختيار بين صورتين مختلفتين لامريكا. واختتم أوباما حملته امس بجولة سريعة في اوهايو وويسكونسن وايوا وهما ثلاث ولايات من ولايات الغرب الاوسط ستكون أصواتها كافية -الا اذا حدثت مفاجآت- لحصوله على 270 صوتا من المجمع الانتخابي يحتاجها للفوز بالسباق. وتظهر استطلاعات الرأي ان أوباما متقدم في الولايات الثلاث. بينما زار رومني الولايات التي يجب ان يفوز فيها وهي فلوريدا وفرجينيا التي تظهر استطلاعات الرأي تقدما طفيفا لصالحه فيهما الى جانب اوهايو قبل ان يختتم جولته في نيوهامبشير.