دمشق، موسكو، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - دعا معارضون سوريون إلى التظاهر اليوم في «جمعة الحماية الدولية»، وطالبوا بنشر مراقبين دوليين «لحماية المدنيين». وقتلت قوات الأمن أمس ثلاثة جنود منشقين خلال حصارها بلدة في منطقة جبل الزاوية (شمال غربي سورية)، فيما أعلنت موسكو أنها تسعى إلى وساطة بين النظام السوري ومعارضيه لإنهاء الأزمة. ونشرت «الهيئة العامة للثورة السورية» التي تضم جماعات معارضة، خصوصاً لجان تنسيق الانتفاضة في المدن والبلدات، بياناً أمس بعنوان «طلب الحماية الدولية للمدنيين السوريين»، طالبت فيه «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فرض حماية للمدنيين وفق ما نصّت عليه قوانين ومواثيق الأممالمتحدة ذات الصلة». وقال الناطق باسم الهيئة أحمد الخطيب إن المعارضة «تطالب بإرسال مراقبين دوليين كخطوة أولى، وإذا رفض النظام فإنه سيفتح الباب أمام تحركات أخرى مثل فرض منطقة حظر طيران أو حظر استخدام الدبابات». وأشار البيان إلى أن النظام «قابل ثورتنا السلمية بالقتل والقمع والاعتقال والتهجير، وارتكاب المجازر حتى وصل عدد الشهداء إلى أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، وتجاوز عدد المعتقلين عشرات الآلاف، إضافة إلى آلاف المفقودين وآلاف المهجَّرين من جميع أرجاء سورية»، كما «لم يتوانَ عن توريط الجيش واستخدام الأسلحة الثقيلة في عمليات القمع والقتل». ورأى أن «هذا الواقع الأليم يفرض على الأشقاء العرب والمسلمين وعلى المجتمع الدولي أن يكونوا على مستوى المسؤولية تجاه جرائم ضد الإنسانية تمارس كل يوم بحق المدنيين العزل... ومع أننا لا نسعى إلى التدخل العسكري العربي أو الدولي على الاراضي السورية، ونرفض الوصاية من أي طرف كان، لكننا نحمل النظام المسؤولية المباشرة لأي تدخل قد يحصل بسبب تعنته وإصراره على القتل بدم بارد وارتكاب المجازر بحق المدنين العزل والمتطلعين للحرية والكرامة والديموقراطية والمساواة». في غضون ذلك، أعلن المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل مارغيلوف أن موسكو تأمل في قيادة وساطة بين الحكومة السورية والمعارضة لحل الأزمة، مقللاً من احتمال سقوط الرئيس الأسد رغم الانتفاضة الشعبية، عشية استقباله وفداً من المعارضة السورية اليوم في موسكو، قبل أن يلتقي مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان الاثنين. وأشار مارغيلوف في تصريحات أمس، إلى أن روسيا تعرقل قرار إدانة سورية في مجلس الأمن أملاً في الحصول على دعم لمشروع قرار أخف لهجة قدمته. وأضاف أن «فرصة التسوية السياسية لا تزال قائمة... نحاول التقريب بين الطرفين، المعارضة والحكومة. مازلنا نأمل بأن يكون ممكناً إيجاد آلية للتلاقي بينهما». وأضاف أن «الأسد زعيم علماني شاب تلقى تعليماً جيداً وعقله متفتح... نعتقد أن لديه فرصة لتحديث بلاده إذا أصبحت الطبقة الحاكمة أكثر انفتاحاً وتقبلاً للأفكار الجديدة وتفاعلاً مع الأطياف الأخرى من السوريين». وحذر من أن الديموقراطية في المنطقة قد تأتي بالإسلاميين، قائلاً: «يجب ألا ننسى أنه عندما تنتقل مجتمعات على نمط العصور الوسطى، كغالبية الدول العربية اليوم، إلى الديموقراطية على الطريقة الغربية، فإننا يجب أن نكون حذرين للغاية». ميدانياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران أثناء وجودهم في منزل شقيق المقدم المنشق حسين هرموش أثناء العملية الأمنية التي قامت بها قوات الأمن مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية». وأفاد أن «قوات عسكرية وأمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات أمن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح (أمس) بحثاً عن مطلوبين». وأشار إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام إضافة إلى صوت قصف الرشاشات الثقيلة». وكان المقدم حسين هرموش أعلن في بداية حزيران (يونيو) الماضي انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط مصور بثته مواقع إلكترونية وقنوات فضائية عدة بسبب «رفضه قتل المدنيين العزل»، معلناً تشكيل «لواء الضباط الأحرار». لكن وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلت عن مصدر عسكري ان «قوة أمنية» نفذت أمس «عملية نوعية» في قرية ابلين في جبل الزاوية، أسفرت عن «إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح وتم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية». وزادت أن العملية «أدت الى سقوط ثلاثة من عناصر القوة الأمنية وجرح ثلاثة آخرين».