دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب - قُتل ثلاثة جنود منشقين خلال عملية أمنية أمس في منطقة جبل الزاوية (شمال غربي سورية) غداة مقتل 31 شخصاً بينهم 29 في حمص وسط البلاد في عمليات أمنية موازية، فيما دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم في «جمعة الحماية الدولية». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران أثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش أثناء العملية الأمنية التي قامت بها قوات الأمن مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية صباح» أمس. وأفاد أن «قوات عسكرية وأمنية تضم 7 آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات أمن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين صباح (أمس) بحثاً عن مطلوبين للأجهزة الأمنية». وأشار إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام إضافة إلى صوت قصف الرشاشات الثقيلة». وكان المقدم حسين هرموش أعلن في بداية حزيران (يونيو) الماضي انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط مصور بثته مواقع إلكترونية وقنوات فضائية عدة بسبب «رفضه قتل المدنيين العزل»، معلناً تشكيل ما اسماه «لواء الضباط الأحرار». غير أن وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» نقلت عن مصدر عسكري قوله إن «قوة أمنية» نفذت صباح أمس «عملية نوعية» في قرية ابلين في جبل الزاوية، أسفرت عن «إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين وسقط عدد آخر من أفراد تلك المجموعات الإرهابية بين قتيل وجريح وتم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية». وزادت أن العملية «أدت الى سقوط ثلاثة من عناصر القوة الأمنية وجرح ثلاثة آخرين». ويأتي ذلك في وقت دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم في إطار ما أطلقوا عليه «جمعة الحماية الدولية». وطالب الناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بحماية دولية ونشروا على صورة الدعوة: «أين المجتمع الدولي مما يحصل؟». وأضافوا: «نطالب بدخول مراقبين دوليين، نطالب بدخول وسائل الإعلام، نطالب بحماية المدنيين». وأوقعت أعمال العنف شبه اليومية في سورية، بحسب حصيلة للأمم المتحدة، 2200 قتيل منذ بدء التظاهرات في منتصف آذار (مارس) الماضي، معظمهم من المدنيين. ويشدد النظام من جهته على أنه يواجه «عصابات إرهابية مسلحة». ولزيادة الضغوط على سورية، أعلن المجتمع الدولي أخيراً، خصوصاً الولاياتالمتحدة وأوروبا، فرض عقوبات تجارية صارمة جداً. وتابعت الأجهزة الأمنية عملياتها في حمص، حيث «اقتحمت قوات الأمن حي بابا عمرو في إطار حملة مداهمات واعتقالات تنفذها في أحياء عدة منذ صباح (أمس) وأسفرت عن اعتقال أكثر من 150 شخصاً»، بحسب المرصد الذي أشار إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو بالتزامن مع حملة الاعتقالات». وكانت العملية الموسعة التي تنفذها قوات الأمن في حمص أدت إلى مقتل 29 شخصاً أول من أمس، كما قُتل شخصان في سرمين الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب)، برصاص الأمن، كما اقتحمت قوات أمنية وعسكرية بلدة النعيمة (50 كلم جنوب درعا) ما أسفر عن سقوط جرحى، بحسب مصادر حقوقية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن: «توفي فجر (أمس) ثمانية أشخاص متأثرين بجراح أصيبوا بها (أول من) أمس عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم أثناء عمليات أمنية في أحياء عدة من مدينة حمص، ليرتفع بذلك عدد قتلى الأربعاء الذين قضوا أثناء عمليات المداهمة التي قامت بها قوات الأمن إلى 31 قتيلاً». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مصدر عسكري أن «قوة أمنية» قامت مساء أول من أمس ب «ملاحقة مجموعة إرهابية مسلحة» في حي الحميدية في حمص، «وتعقبتها إلى بيت مهجور في منطقة الورشة واشتبكت معها ما أدى الى مقتل عدد من أفراد المجموعة الإرهابية والاستيلاء على عدد من قذائف آر بي جي والبنادق الآلية والعبوات الناسفة». وأشارت إلى أن القوة الأمنية «تمكنت من تحرير الشاب المختطف مجد ابن العميد غسان منصور الذي وجد مكبل اليدين والقدمين وعلى جسده آثار تعذيب وحشي». وأضافت أن «المجموعة الإرهابية قامت بتفخيخ المنطقة ما استدعى الاستعانة بخبراء الهندسة لتفكيك العبوات الناسفة في المكان. وقامت إحدى هذه المجموعات الإرهابية بإطلاق قذيفة آر بي جي على المستشفى العسكري في حمص تزامناً مع إطلاق نار كثيف باتجاه المستشفى».