توقعت مصادر ديبلوماسية أن يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المغرب قبل نهاية الشهر الجاري، في نطاق انفتاح أوسع على العواصم المغاربية منذ إطاحة نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والعقيد الليبي معمر القذافي. وتتخذ الزيارة طابعاً اقتصادياً وتأتي لمناسبة تدشين ورش القطار المكوكي «تي جي في» الذي سيربط بين طنجة في شمال البلاد والدار البيضاء بسرعة تتجاوز 300 كلم في الساعة لكن الرئيس الفرنسي سيستغل الزيارة للبحث في ملفات سياسية على قدر كبير من الأهمية خصوصاً أنه يرغب في تحقيق المزيد من الإنجازات في السياسة الخارجية لتعبيد الطريق أمام فوزه بولاية ثانية. وتشكل زيارة ساركوزي فرصة سانحة للتداول في الملفات الإقليمية، خصوصاً تداعيات الأوضاع في منطقة الشمال الأفريقي، على خلفية انهيار نظام العقيد القذافي، وآفاق العلاقات المغربية - الجزائرية التي عرفت بعض التحسن في الآونة الأخيرة، والأوضاع الأمنية في منطقة الساحل جنوب الصحراء التي يرجح مراقبون أن تعتلي صدارة الواجهة. وعلى رغم عدم مشاركة الرباط في أكثر من لقاء استضافته الجزائر للبحث في الأوضاع الأمنية وملفات الإرهاب في منطقة الساحل جنوب الصحراء، كان المغرب سباقاً لتنبيه بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والأممالمتحدة إلى مخاطر الانفلات الأمني في المنطقة. واستفادت الرباط من إفادات متورطين في خلايا إرهابية كشفوا أنهم تلقوا تدريباً في معسكرات منتشرة في جنوب الصحراء تستهدف استقطاب المتطوعين للانضمام إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو التوجه إلى العراق وأفغانستان والصومال. وازدادت المخاوف حدة، بعد تردد أنباء حول احتمال حصول متطرفين على أسلحة ليبية في ضوء تداعيات سقوط نظام العقيد معمر القذافي. وأفادت مصادر بأن تطورات ملف الصحراء ستكون بدورها ضمن محاور المحادثات المغربية - الفرنسية خصوصاً أن باريس تدعم جهود الأممالمتحدة في استئناف المفاوضات وترى أن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تشكل أرضية وفاقية لمفاوضات جدية وذات صدقية. وكانت باريس دافعت عن خطوات الإصلاحات الدستورية التي شهدها المغرب واعتبرتها دليلاً مشجعاً لناحية دعم المسار الديموقراطي ومسلسل الإصلاحات الشاملة. باستثناء الغيوم التي تلبد سماء العلاقات الفرنسية - الجزائرية فإن الرئيس ساركوزي استطاع أن يحقق اختراقاً كبيراً في المنطقة المغاربية، أقله معاودة اللحاق بركب التغيير الذي عرفته تونس بعد تردد الديبلوماسية الفرنسية، والقيام بدور مؤثر في إدارة الأزمة الليبية. فيما أن العلاقات بين الرباط وباريس خلت من أي توتر أو خلاف، وكذلك الحال مع موريتانيا