واشنطن، كانبيرا – يو بي آي، رويترز - رفعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مستويات التأهب في قواعدها العسكرية، ومعظمها داخل الولاياتالمتحدة، قبل إحياء الذكرى السنوية العاشرة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الأحد المقبل، فيما تلقى مسؤولو مسجد في ولاية تينيسي تهديداً من مجهول بتفجير المسجد. وأعلن «البنتاغون» أن قرار رفع مستويات الحماية في المنشآت العسكرية، وبينها مبنى الوزارة ذاته، لا يرتبط بمعلومات محددة وموثوق بها عن تهديد إرهابي، لكنه إجراء «احترازي ومتعقل»، علماً أن مبنى «البنتاغون» استهدفته هجمات 11 أيلول التي شنها متشددون من تنظيم «القاعدة» خطفوا طائرات ركاب وفجروها، ما أسفر عن سقوط حوالى 3 آلاف قتيل. وعموماً، يتخذ مسؤولو الأمن الأميركيون احتياطات كبيرة مع اقتراب موعد الذكرى لاعتداءات 11 أيلول. وحذرت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها من السفر في أنحاء العالم في ظل «التهديد المستمر الذي يمثله تنظيم القاعدة وحلفاؤه». في غضون ذلك، ترك متصل مجهول رسالة على آلة لاستقبال المكالمات الهاتفية في مسجد بولاية تينيسي، مهدداً بتفجير المسجد في 11 أيلول عبر زرع قنبلة داخله، وموجهاً إهانات إلى الدين الإسلامي. وبدأت الشرطة وعملاء قوات الأمن الداخلي الفيديرالية تحقيقاتها في الاتصال، مع تشديدها إجراءات الأمن في محيط المسجد. وتشهد مراسم الذكرى العاشرة للاعتداءات هذه السنة، تدشين نصب تذكاري في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا المجاورة لواشنطن، حيث سقطت طائرة الرحلة 93 التابعة لشركة «يونايتد ارلاينز»، الوحيدة بين الطائرات الأربع المخطوفة التي لم تصب هدفها، وهو البيت الأبيض، بسبب مقاومة الركاب والطاقم الخاطفين بعدما تبلغوا عبر هواتفهم النقالة بما يحصل في مركز التجارة العالمي بنيويورك. ويحضر التدشين الرئيسان السابقان جورج بوش وبيل كلينتون، علماً أن النصب سيتضمن «ميدان شرف» يؤدي نزولاً الى مكان الحادث، فيما يشمل مشروعاً آخر ينجز بحلول 2014 تشييد جدار للذكرى مع «برج الأصوات» بارتفاع 28 متراً. وفيما تناسى الناس نسبياً الحادث قرب شانكسفيل باعتباره اقل مأسوية مما حصل في نيويوركوواشنطن، عرضت وسائل إعلام شريط فيديو هاوٍ سجله ديف بيركبايل للحظات ما بعد سقوط طائرة الرحلة 93، وتظهر تصاعد دخان على هيئة فطر الى السماء الزرقاء فوق تلال بنسلفانيا، في وقت يروي ديف ما يراه لدى تصويره المشهد أمامه. ويقول ديف: «إنه حطام الطائرة التي تحطمت على طريق لامبرتسفيل»، ويضيف بهدوء: «لا شك في أن قنبلة وضعها إرهابيون انفجرت على متن الطائرة. لا أعلم أكثر من ذلك، فهذا ما سمعته على تردد جهاز اللاسلكي الخاص بالشرطة». ويتابع: «لقد وجهوا طائرة ضد البنتاغون ومركز التجارة العالمي، ورأينا ذلك على التلفزيون، والآن يتصاعد دخان أسود على هيئة فطر كبير في الهواء، وإنني أتساءل ماذا بقى من لامبرتسفيل». وبعد الواقعة، عرض ديف الذي توفي في شباط (فبراير) الماضي الشريط على محطات تلفزيون، لكنها أهملته فاعتقد ديف بأن الشريط غير مهم، ووضعه جانباً ونسيه». وفي عام 2006 أعطى التسجيل الى جارة تدعى فال ماكلاتشي. وكان المشككون في الاعتداءات يعتبرون أن صورة الدخان المتصاعد على هيئة فطر فوق مستودع أحمر، دليل على أن الأمر مجرد وهم. وفي مدينة ملبورن الأسترالية، صرحت المؤلفة الأميركية المصرية الأصل منى الطحاوي بأن الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 أيلول تترافق مع قلق المسلمين الأميركيين من عودة مشاعر الاضطهاد والتحامل ضدهم. واعتبرت الطحاوي المقيمة في الولاياتالمتحدة أن الهجمات التي استهدفت نيويوركوواشنطن شكلت بالنسبة الى أميركيين كثيرين تعريفاً صادماً وسلبياً بالإسلام، ما ضاعف الصعوبات التي يواجهها المسلمون بسبب هوياتهم في بلد علماني ومتنوع. وأشارت الى أن أميركيين كثيرين لم يعرفوا من المسلم قبل 11 أيلول، على رغم وجود مسلمين أفارقة في الولاياتالمتحدة منذ أيام العبودية، ثم جاء التعريف الأول بالإسلام «سلبياً جداً». وزادت: «الآن مع اقتراب الذكرى العاشرة للاعتداءات حان الوقت ليقول الأميركيون المسلمون نحن هنا ولن نذهب الى أي مكان. نحن أميركيون ومسلمون أيضاً. عشنا عشر سنوات صعبة، ويخاف كثيرون من هذه الذكرى لأنها تجلب كمية كبيرة من الكراهية والتحامل ضد المسلمين».