الصورة ترتجف والصوت حاد الا ان المضمون مؤثر: انه تسجيل فيديو هاو منسي في درج منذ سنوات يعرض جانبا اخر للاعتداء على الرحلة 93 الطائرة التي تحطمت قبل عشر سنوات في 11 ايلول-سبتمبر 2001 في حقل في ولاية بنسلفانيا. وتظهر الصور دخانا يتصاعد على هيئة فطر الى السماء الزرقاء فوق تلال بنسلفانيا حيث تحطمت الطائرة. ويروي ديف بيركبايل ما يراه في الوقت نفسه الذي يصور فيه المشهد امامه. ويقول ديف "انه حطام الطائرة التي تحطمت على طريق لامبرتسفيل"، ويضيف بهدوء تام "لا شك في ان قنبلة (وضعها) ارهابيون انفجرت على متن الطائرة. لا اعلم اكثر من ذلك، فهذا ما سمعته على تردد الشرطة على جهاز اللاسلكي". ويقول "لقد وجهوا (طائرة) ضد البنتاغون ومركز التجارة العالمي، لقد رأيناها على التلفزيون، والان هذا ... دخان اسود على هيئة فطر كبير يتصاعد في الهواء، وانا اتساءل ما الذي تبقى من لامبرتسفيل". وكانت الرحلة 93 التابعة لشركة "يونايتد ايرلاينز" الوحيدة من الطائرات الاربع المخطوفة التي لم تصب هدفها. فقد قاوم الركاب والطاقم الذين تبلغوا من خلال هواتفهم النقالة بما يحصل في مركز التجارة العالمي، الخاطفين الذين كانوا يريدون استهداف البيت الابيض. وتحطمت الطائرة عند الساعة 10,03 على بعد 20 دقيقة سفر بالطائرة من واشنطن حيث هدفها المفترض مبنى الكابيتول. وعلى الرغم من صدور فيلم "يونايتد 93" في العام 2006، فان الحادث بالقرب من شانكسفيل في بنسلفانيا تناساه الناس تقريبا مقارنة بما حصل في نيويورك والبنتاغون. الا ان الامر يمكن ان يتغير هذا الاسبوع في الذكرى العاشرة للاعتداءات. الفضل اولا في النصب التذكاري الذي سيدشن السبت في شانكسفيل البالغ عدد سكانها 245 نسمة والتي تبعد اربع ساعات عن واشنطن، وذلك بحضور الرئيسين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون. وفي ذلك المساء ستضاء 2900 شمعة تكريما لذكرى ضحايا الاعتداءات ومن بينهم ركاب وافراد طاقم الرحلة 93 البالغ عددهم 40 شخصا، والذين كانوا يسافرون من نيوارك في نيوجرسي الى سان فرانسيسكو. ومن المقرر ان يشارك الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد في مراسم تكريم حيث سيضع باقة زهور بينما تعزف موسيقى في المكان الذي كان منجما في السابق. وتوفي بيركبايل في شباط - فبراير الماضي تاركا وراءه التسجيل الذي كان حتى الان مجهولا. وكانت صحيفة "تريبيون ديموكرات اوف جونستون" المحلية الصادرة في بنسلفانيا اول من عرضه. وروت رئيسة تحرير الصحيفة ارلين جونز لوكالة فرانس برس "لم يكن يعلم ما الذي يحصل. لا احد كان يعلم". وقالت ان بيركبايل عرض تسجيله على شبكات تلفزة بعد الاعتداءات مباشرة "الا انها اما لم تشاهده او لم تستمع اليه، فاعتقد انه ليس مهماً ووضعه جانبا ونساه". وفي العام 2006 اعطى التسجيل الى جارة تدعى فال ماكلاتشي. وكان المشككون في الاعتداءات يعتبرون ان صورة الدخان المتصاعد على هيئة فطر فوق مستودع احمر، دليل على ان الامر مجرد وهم. واحتفظت ماكلاتشي بالتسجيل طيلة خمس سنوات حتى وفاة بيركبايل، حتى لا تستخدم الصور في التسجيل لزيادة الجدل القائم. ويتضمن النصب الذي سيدشن السبت "ميدان شرف" يؤدي نزولا الى مكان الحادث. كما يقوم مشروع اخر بحلول 2014 على تشييد جدار للذكرى مع "برج الاصوات" بعلو 28 مترا.