تناول الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري امس، مع نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، وفق بيان للمكتب الإعلامي في بعبدا، «إمكانات إعادة اطلاق الحوار الوطني لإبقاء الساحة الداخلية بمنأى عن انعكاسات التطورات الحاصلة في المنطقة وارتداداتها». الى ذلك، رأى وزير الصحة علي حسن خليل (حركة «أمل») ان «موضوع الهجمة على رئيس المجلس النيابي نبيه بري (تنشر جريدة «المستقبل» كلاماً منسوباً له في وثائق «ويكيليكس») ليس مستغرباً من فريق شعر بأن سياسة بري والفريق الذي يمثله استطاعت أن تعري الكثير من مواقف الفريق الآخر إن على المستوى الأمني أو السياسي أو المالي»، مضيفاً انه «فريق خسر السلطة ولم يعد يستطيع أن يرى دوره إلا في ضرب ركائز الدولة بعد فقدانهم صوابهم لأنهم لم يستوعبوا خروجهم من السلطة ومبدأ تداول السلطة». واعتبر ان «في حرب تموز (يوليو) كما في كل الحروب ضد العدو الاسرائيلي، كان لبري دور في ادارة المقاومة ميدانياً وسياسياً منذ معركة خلدة عام 1982 الى حرب تموز». وإعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد (حزب الله) أن «ما نشاهده عبر وسائل إعلام حزب المستقبل وعلى ألسنة مسؤوليه ونوابه في هذه الفترة على الأقل، يتجافى مع منطق المؤسس وأسلوبه وأخلاقه ومشروعه، فإذا بخطابهم السياسي تفوح منه رائحة الأسن ونتانة الفتن وعسس الاهتراء». وقال: «أفجعهم التنائي عن السلطة فلم يعودوا يريدون دولة ولا دستوراً ولا قوانين»، مضيفاً: «واليوم صار خطابهم المعارض سباباً، واتسم أداؤهم بنزعة سادية تتلذذ بحرمان اللبنانيين من إنجازات يضيقون ذرعاً بها إن حققها غيرهم». ورأى رعد أن «التمادي وصل حدّ تجاوز الخطوط الحمر في طعن المقاومة والتطاول على المقامات والرموز الدينية والوطنية والتحريض ضد الجيش اللبناني الضامن لأمن البلاد»، لافتاً الى أنه «ما سلم من نزقِ خطابهم لا سماحة مفتي ولا غبطة بطريرك ولا قائد جيش، ولا زميل، ولا زعيم، ولا حزب ولا تيار، ولا صاحب دولة ولا رئيس جمهورية». وقال: «فجور خطابهم السياسي ساقهم إلى تعمد هدم جسر التواصل المتبقي مع الوطنيين اللبنانيين عبر استهداف الرئيس نبيه بري الذي طالما تحمل عبء فتح قنوات الحوار بين الخصوم السياسيين حرصاً على استقرار الوطن ومصالحه الكبرى، ولئن أوهمت أحداث المنطقة والرهانات الخاطئة أقزام الفتنة بإمكانية التطاول على كبار رجالات الوحدة الوطنية، فإن غداً لناظره قريب حيث يذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس»، مضيفاً: «من موقع خبرتنا بالأخ الكبير الأستاذ نبيه بري ومن منطلق فهمنا الدقيق لتوجهاته الوطنية وحنكته المشهودة، نؤكد أن دوره الريادي في التفاوض خلال حرب تموز العدوانية عام 2006 حفظ المقاومة وحمى خيارها وصان وحدة البلاد وخيب آمال المراهنين على تحقق الأهداف الأميركية والإسرائيلية». وأكد انه «إذا كان الرئيس بري يمثل على الدوام دعامة أساسية للوفاق الوطني وأحد أهم أركانه، فإن الخطاب السياسي التائه لحزب المستقبل يرتكب خطيئة كبرى تقطع الطريق على أي مسعى وفاقي محتمل»، متسائلاً: «إذا كان داء العظمة وهوس السلطة قد أخرجا حزب المستقبل من الحكومة إلى المعارضة فأي عاقبة ينتظرها بعد هذا الحزب، إذا ما أصر على التزامه في خطابه وأدائه السياسي؟». وفي المقابل قال عضو كتلة «المستقبل» سيرج طور سركيسيان: «لنتفق على مبدأ، إما أن تكون وثائق «ويكيليكس» موضع ثقة، كي يعتمدها الطرفان، وإلا، فإنه من غير المقبول أن تكون هذه الوثائق صحيحة عندما تتناولنا، ومزورة عندما تتناول الفريق الآخر».