تصاعد السجال امس بين فريقي 14 و8 آذار على خلفية ما تنشره جريدة «المستقبل» من وثائق سرية نقلاً عن موقع «ويكيليكس» ومنسوب الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ورد عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت على ما قاله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد عن «العسس والأسن في دفاعه عن بري»، فأكد ان «هناك انحداراً اخلاقياً وميليشيوياً لا يمكننا النزول الى مستواه، ولم يكن (رئيس «جبهة النضال الوطني») النائب وليد جنبلاط مخطئاً عندما وصف رعد بالحيط، إذ إنه لا يستطيع ان يستوعب بالسياسة إلى جانب قناعاته، والإناء ينضح بما فيه». ورأى ان «حزب الله في وضع حرج فهو مُحرج من المحكمة الدولية ومما يجري في سورية ومحرج من حلفائه لما يظهر في «ويكيليكس» وهذه الأمور جعلته يتصرف بهذه الطريقة». ولفت الى ان «الفريق الوحيد الذي يستطيع القيام بأحداث امنية هو حزب الله وحركة أمل»، معتبراً ان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله «هو من اعطى مصداقية لوثائق ويكيليكس، فلماذا يرفضون الآن مصداقية هذه الوثائق؟». وأضاف: «إذا أراد الرئيس بري أن ينشر كل الأمور كما يقول، فهو حرٌّ في أن ينشر ما يريد، ولكن عندها سيُنشَر كل شيء طبعاً، فلسنا نحن من خرق الأصول، وإنما جريدة «الأخبار» وبتبنٍّ من حزب الله». وسأل عضو الكتلة نفسها النائب عاطف مجدلاني: «لماذا ردّة الفعل هذه من قبل حزب الله وحركة امل تجاه ما تنشره المستقبل بينما كل ما نشرته سابقاً جريدة «الأخبار» من وثائق لم نرد عليها ولم ننتفض على ما طاولنا من أخبار؟». ورأى ان «حزب الله يتعاطى بطريقة استنسابية مع هذه الوثائق، فعندما نشرت «الأخبار» جزءاً منها اعتبرها السيد نصرالله كدليل سيقدمه الى القضاء لمحاكمة قوى 14 آذار لتورطها مع اسرائيل وأميركا ضد المقاومة». وأضاف: «نحن لا نملك فجورهم ولا هذا الانحدار لمستوى الشتائم في الخطاب السياسي، لأننا حريصون على التعاطي السياسي النظيف على مستوى الدولة». وقال: «هذه الوثائق إن دلّت الى شيء، فإلى ان ما من لبناني مع سلاح حزب الله، فالحليف المعلن او الحليف المضمر والخصم جميعهم ضد السلاح». وفي المقابل، قال وزير الطاقة جبران باسيل بعد لقائه بري في عين التينة: «زرنا الرئيس بري في هذه المرحلة التي يتعرض فيها لافتراءات تعوَّدناها في لبنان، لجهة قلب الحقائق. ومن كان يتعامل دائماً مع اسرائيل في كل تاريخه، بات يتهم من قاومها طوال عمره، بل وصلت به وقاحته الى درجة اتهامه بالعمالة، فالذي قتل رئيس حكومة يسعى الى كشف حقيقة اغتيال رئيس حكومة آخر». ورأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» غازي زعيتر، أن «هناك مهمة يقوم بها تيار المستقبل في البلد»، وأضاف: «يمكننا لمعرفة هذا الدور الذي يلعبه تيار المستقبل أن نسأل نائب وزير الخارجية الأميركية (جيفري فيلتمان)». واعتبر أن «ما ركّبه فيلتمان وما حوّره لن يجدي نفعاً مع مَن قاوم الاحتلال، لقد فشلوا مع الرئيس نبيه بري في جميع الخطط». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» حسين الموسوي أن «ما يوجّه من اتهامات يأتي ضمن حديث افترائي على الرئيس بري، وهذا نعتبره تزويراً ومحاولة لضرب الجهة المقاومة عن سوء نية، والفاعلون معروفون باختراع شهود الزور والتزوير والكذب كما حصل في المحكمة الدولية التي عملت على فبركة شهود الزور». ولفت الى ان «بري، قبلنا وبعدنا، من مدرسة عدم الركون الى إسرائيل، وهذا القول مرفوض، وليخيطوا بغير هالمسلة». وأكد ان «بري لا يحتاج الى من يدافع عنه، وهو وإخوانه قدموا القوافل الاولى من الشهداء والمجاهدين في مدرسة الإمام السيد موسى الصدر، ونحن معه وحدة متراصة لمواجهة المخططات». واعتبرعضوالكتلة نفسها علي عمار، أن «آخر أحقادهم التي نفثوها هو رمي رئيس المجلس النيابي بتهم هي أوثق بهم وألصق بسلوكياتهم، في محاولة دنيئة لإيجاد الفتنة بين أبناء الصف الوطني الواحد، لكنهم خسئوا، فبري دعامة رئيسة من دعائم المقاومة ومشروعها، وقد أبلى في حرب تموز بلاء مباركاً مع حركته». وأضاف: «نقول لحزب المستقبل ورئيسه سعد الحريري: لن تنفعكم هذه الاتهامات، التي يعرف جمهوركم والشعب اللبناني وكل المراقبين أنها لصيقة بكم، فلا ترموها على غيركم، إذ لا إمكان لنزعها عنكم». ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» علي خريس أن «الحملة التي تستهدف اليوم رئيس المجلس النيابي ودوره الوطني الجامع تأتي في سياق حملة ممنهجة بدأها فريق الارتهان ضد المقاومة، ومن ثم ضد الجيش، ويستكمل هذا الفريق الذي يعمل على ريموت كونترول غربي، حملته ليضرب بذلك الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي والثوابت الوطنية»، مؤكداً ان «ما فشل به أسياد هذا الفريق لن يكون بمقدور الازلام النجاح بهذا الدور المشبوه». وانتقد عضو تكتل «التغيير والاصلاح» سليم سلهب توقيت نشر «المستقبل وثائق ويكيليكس في ظل الأجواء السائدة في البلاد، اما من ناحية مضمونها فتبين من ردة فعل الرئيس بري عدم وضوحها وفقدانها للمصداقية»، آسفاً «لغياب وثائق تبرهن مصداقيتها، خصوصاً ان لبنان اليوم في غنى عن اي كلام يساهم في تأجيج الخلاف عوض التخفيف من حدته». ورجّح ان «يكون التوقيت الذي اختارته الصحيفة المذكورة سببه خروج الفريق الآخر من الحكم، ما يدفع به الى استخدام كل الاسلحة الممكنة وتفجير كل ما لديه من محاسن وسيئات». نسيب لحود: لوقف حملات التخوين ورأى رئيس «حركة التجدد الديموقراطي» نسيب لحود في تصريح، انه «في ظل تعمق الانقسام السياسي وعودة العنف الكلامي بطريقة غير مسبوقة، وبالتزامن مع المأزق الدموي المتجذر في سورية، تلوح في الافق مخاطر انتقال الوضع في لبنان الى مستوى اكثر توتراً وأكثر خطراً»، وقال: «في طليعة هذه القواعد تأتي ضرورة تهدئة الخطاب السياسي ووقف حملات التخوين، ومن ثم التوافق في الموضوع السوري على أمرين لا يفترض ان يختلف في شأنهما لبنانيان: اولاً، وقف العنف وإراقة الدماء، واحترام حقوق الانسان وحق الشعب السوري بتقرير مصيره بكل حرية ووفق آليات سلمية وديموقراطية، وثانياً، التسليم بأن شكل النظام في سورية وطبيعته شأن سوري بحت يعود الى الشعب السوري وحده البت به وتقريره بكل حرية ومساواة».