تصاعَدَ التوتر بين رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري وبين تيار «المستقبل»، على خلفية ما تُواصِل نشرَه صحيفة «المستقبل» من «وثائق ويكيليكس» التي تتناول مواقف بري. وردَّ المكتب الإعلامي لبري امس، وللمرة الثانية على التوالي، على ما صدر امس، وذكر البيان الصادر عن مكتبه الإعلامي: «جواباً على خبزكم اليومي في جريدة «المستقبل»، وحرصاً على وقتكم الثمين بين يخت عائم وجو غائم، ووفراً لريالات ودراهم تدفعونها في سبيل التزوير وإخفاء المزور، كل ذلك في نضال غيابي، ستقرأون قريباً يوميات حرفية لما جرى في حرب تموز سياسياً، علكم تتعلمون على الاقل مواقف الشرفاء الذين لا يمكن التطاول عليهم، ولو استناداً إلى معلومات مصدرها من لم يستقبلكم ذاتَ يوم والوفدَ المرافق إلا بعد سير طويل وتفتيش دقيق وحجز لجوازات سفر أعضاء في حكومتكم، تنذكر ما تنعاد». وكانت صحيفة «المستقبل» نشرت امس، برقياتٍ صادرةً عن السفارة الاميركية ومنشورة عبر موقع «ويكيليكس»، تفيد بأن الرئيس بري «لم يكن في عجلة من أمره لمناقشة وقف إطلاق النار أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وأنه كان في انتظار العرض الأخير الذي ستقدمه إسرائيل». وكشفت برقية أخرى أن برّي وعد «بأن ينضم إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في دعم مشروع تمديد عمل لجنة التحقيق الدولية التي تحقق في قضية اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، على رغم أنه عبّر بقوة عن شعوره بأن أعضاء هذه اللجنة «أولاد... يحاولون توريطي بطريقة ما في اغتيال الحريري». وفي برقية أخرى، قال بري خلال اجتماع مع السفير الأميركي جيفري فيلتمان، إنه «واثق بالوصول إلى حل لمسألة سلاح حزب الله في الجلسة المقبلة للحوار غير أن المسألة الصعبة في نظره هي مسألة رئاسة الجمهورية، وأن بري حض حكومة الولاياتالمتحدة على الطلب من السعودية ومصر الضغط على سورية لدفع الرئيس إميل لحود إلى تقديم استقالته». وتعليقاً على ما ورد في البرقيات المنشورة، اكد النائب غازي زعيتر ان بري «كان دائماً وسيبقى المحافِظَ على كل لبنان، بشعبه وجيشه ومقاومته، وكفى اللعب والتدجيل بالوثائق غير المرتكزة على المنطق والحقائق». وحذَّر من ان «بث سمومكم بين الرئيس بري والمقاومة وسورية سيرتد عليكم». في المقابل، لفت عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاصم عراجي، إلى أن «الخلاف بين تيار «المستقبل» والرئيس بري هو منذ فترة طويلة خلاف سياسي، خصوصاً حول المحكمة الدولية»، مشيراً إلى أن «الرئيس بري تهجم بطريقة غير مباشرة على تيار «المستقبل» في مهرجان بعلبك».