نفت الحكومة العراقية نيتها إرسال وفد جديد الى الكويت للبحث في قضية ميناء مبارك، ولوحت بغلق منفذ صفوان الحدودي لتغيير موقع الميناء المثير للجدل. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي في تصريح الى «الحياة» إن «الحكومة لم ترسل أي وفد جديد الى الكويت للبحث في ملف ميناء مبارك. ولا صحة لما يشاع عن هذا الموضوع». ولفت الى أن «الحكومة تحرص على حلحلة أزمة الميناء الكويتي بالطرق الديبلوماسية وبما تقتضيه مصالح البلدين من دون أي تجاوز أو أضرار لأي من الجانبين». الى ذلك، هدد وزير النقل هادي العامري بغلق منفذ «صفوان» الحدودي أمام البضائع الكويتية والمسافرين الى العراق في محاولة للضغط عليها للعدول عن الاستمرار في بناء الميناء الكويتي. وأوضح العامري إن «العراق قد يغلق منفذ صفوان الحدودي للضغط على الكويت في محاولة لتغيير موقع ميناء مبارك، وإغلاق المنفذ سيمنع تدفق البضائع الكويتية والمسافرين الى العراق لوقوعه في أقصى البصرة قرب الحدود الكويتية ويقابله في الجانب الكويتي منفذ العبدلي». وأشار الى أن «بناء الميناء بمراحله الأربع يشكل ضرراً كبيراً للاقتصاد العراقي». وطمأن العامري الكويتيين إلى عدم لجوء العراق للخيارات العسكرية لحل المشكلة وقال: «ليست هناك ضرورة للخيارات العسكرية، فقد ولّت من غير رجعة». وأكد المستشار الإعلامي لوزير النقل كريم النوري في تصريح الى «الحياة» أن «إغلاق منفذ صفوان أحد الخيارات المطروحة للضغط على الكويت لتغيير موقع ميناء مبارك». وأشار الى أن «قرارات الوزارة لا تتم في معزل عن الحكومة». وأضاف: «من المقترحات الأخرى التي قد يلجأ إليها العراق لإقناع الكويتيين بالتراجع عن تنفيذ مشروع الميناء الذي سيضر بالمصالح العراقية، اللجوء الى الأممالمتحدة وبناء ميناء الفاو الكبير بأسرع وقت علماً أن بناء ميناء مبارك في هذا الموقع لا يصب في مصلحة البلدين، بمعنى أنه لا يحقق أي مصلحة للكويتيين، لا سيما إذا أغلق منفذ صفوان». وفي سياق متصل، رفضت «الكتلة العراقية البيضاء» اتهامات وجهها عضو مجلس الأمة الكويتي الى رئيس الوزراء نوري المالكي. قالت الناطق باسم الكتلة النائب عالية نصيف في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، إن «اتهامات عضو مجلس الأمة الكويتي عبد الرحمن العنجري لرئيس الوزراء نوري المالكي بتنفيذ أجندة إيرانية انفعالية بعيدة عن الواقع وخالية من التهذيب». وأشارت إلى أن «تلك التصريحات تعبر عن قصور الوعي السياسي لدى العنجري المتمثل بترديده كلاماً لا يردده حتى العجزة ورواد المقاهي». وأضافت أن «حزب الدعوة /جناح المالكي لا علاقة له بولاية الفقيه التي تكلم عنها العنجري، على ما عرفناه عنه كشريك في العملية السياسية في العراق»، مبينة: «نحن كشركاء في العملية السياسية قد نختلف مع المالكي ونخوض معه سجالات سياسية يكون هدفنا وهدف المالكي منها هو تحقيق مصلحة الشعب العراقي، لكن هذا لا يعني أن نسمح للعنجري أو لغيره أن يحاول المساس برئيس وزراء الدولة العراقية مطلقاً». وكان عضو مجلس الأمة الكويتي عبد الرحمن العنجري اتهم المالكي وحزب الدعوة بتنفيذ «أجندة إيرانية والتفرد في حكم بلد مقسم طائفياً، بفكر ولاية الفقيه»، مضيفاً أن «العراق أصبح شبه مقسم، فالشمال للأكراد، والجنوب شبه مسيطر عليه من الطائفة الشيعية، والوسط فيه السنة ضائعون بين هؤلاء وأولئك».