اتهم وزير النقل العراقي السابق عامر عبد الجبار إسماعيل مسؤولين عراقيين بالتواطؤ مع إيران لإجهاض الموانئ العراقية عبر نقل خط مشروع القناة الجافة الذي يربط الخليج بأوربا من الموانئ العراقية إلى الموانئ الإيرانية. وأشار الوزير إلى «أن التصعيد حول قضية ميناء مبارك الكويتي كان يمكن حله بمفاوضات مباشرة مع الجانب الكويتي لكن ما يحدث أن مشروع ربط العراق بالموانئ الإيرانية يتم بشكل مجاني، وبعد رفض وزارة النقل له سابقاً ومن دون أن ترتفع الأصوات للتحذير من أن مخاطره لا تقل عن مخاطر ميناء مبارك». وسبق للعراق أن أعلن خلال زيارة قام بها نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي قبل أسابيع لبغداد أن سبب الزيارة هو التفاهم على العديد من المشاريع الاقتصادية، بينها مشروع ربط خطوط السكك الحديدية بين البلدين. وقال عبد الجبار إن المقصود بذلك «الربط السككي التجاري للقناة الجافة العراقية التي تنطلق من موانئ البصرة جنوب العراق وصولاً إلى تركيا ثم أوروبا، والخط الثاني عبر سورية إلى تركيا ثم أوروبا». وأكد أن مشروع القناة الجافة (النقل عبر السكك الحديد) تم افتتاحه بتاريخ 1/6/2009 وكان باتجاه سورية وتركيا ثم أوروبا، وأسميناها القناة الجافة لكونها ستكون رديفاً لقناة السويس المصرية». وكشف وزير النقل السابق انه خلال تسليمه منصبه إلى الوزير الجديد هادي العامري حذر من خطورة ربط إيران بخطوط سكك الحديد العراقية «وذكرت أيضاً انه إذا كانت هناك مطالب لدول الجوار لحاجة الربط السككي لنقل المسافرين مثلاً الزوار من إيران أو الحجاج إلى الديار المقدسة، فلا مانع من إعطاء ربط سككي إحادي السكة قطار (مونيرل) أقصى حمولة 15 طناً وهنا سنضمن عدم استخدامه لنقل البضائع فمشكلتنا مع البضائع»، معتبراً أن «منح الحكومة العراقية إيران حق الربط السككي بالعراق لنقل البضائع من الموانئ الإيرانية أسبابه سياسية وليست اقتصادية». وكشف أيضاً «أن الإيرانيين ضغطوا عليه شخصياً ولمدة سنتين ونصف السنة بكل الطرق والوسائل في محاولة لربط الموانئ الإيرانية بخطوط السكك العراقية لكنه رفض». وأضاف أن «الدليل على وجود تواطؤ هو أن الإيرانيين خاطبوني بشكل شخصي ورسمي بإعطاء العراق قرض للاستفادة منه في مشروع الربط السككي. لكني رفضت ثم تنازلوا وقدموا القرض من دون فوائد وأيضاً رفضت. ثم عادوا وقالوا أن كل تكاليف المشروع ستتحملها إيران ورفضت أيضاً. واليوم حصلوا على هذا الربط من دون مقابل. ولهذا اعتبر أن هذه الصفقة مريبة وتثير علامات استفهام كبيرة». وفي شأن ميناء مبارك الكويتي وإرسال لجنة جديدة إلى الكويت، قال عبد الجبار إن «العراق انشغل ولفترة ثلاثة شهور بتشكيل لجنة تولد لجنة أخرى، فيما علينا اتخاذ قرار واحد وهو أن نبلغ الكويت رسمياً عدم منحها ربط سككي مع القناة الجافة، وأن نغلق منفذ صفوان الحدودي اعتباراً من تاريخ محدد. وهنا لن يكون لميناء مبارك جدوى اقتصادية». وزاد أن «60 في المئة من البضائع المتوجهة إلى ميناء مبارك الكويتي يفترض أن تسلك مسار القناة الجافة في العراق. كان بالإمكان أن نفاوض على هذه النقطة تحديداً مع الكويتيين للوصول إلى حلول».