استبعدت أوساط صناعة النفط العالمية أمس أن تتأثر أسواق النفط الأوروبية بتوقف مشترياتها من النفط السوري، وقالت أن العقوبات النفطية الأوروبية ستؤثر في شكل أساسي في عائدات سورية من العملات الصعبة من هذا النفط. ونبهت إلى أن أسواق النفط العالمية تشهد بعض التوتر على رغم ارتفاع إنتاج النفط السعودي خلال الشهرين الماضيين إلى 9.9 مليون برميل يومياً في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) للتعويض عن غياب النفط الليبي الذي توقعت المصادر النفطية ألا يعود إلى مستواه السابق للأزمة عند 1.6 مليون برميل يومياً قبل نهاية 2012. وأوضحت المصادر أن سورية أنتجت 335 ألف برميل يومياً في 2011 بعد انخفاض إنتاجها من 413 ألفاً عام 2005 و366 ألفاً عام 2009. وهذه السنة اشترت إيطاليا أكبر كميات من الصادرات النفطية السورية عند 41 ألف برميل يومياً، تلتها ألمانيا (31 ألفاً) فهولندا (20 ألفاً)، فيما اكتفت فرنسا بشراء شحنة واحدة من النفط السوري هذه السنة تمثلت بأربعة آلاف برميل، فيما اشترت دول أخرى 15 ألفاً يومياً لكل دولة. وأشارت المصادر إلى أن التوتر في أسواق النفط يعود إلى طلب متزايد في ظل نقص حقيقي في النفوط الخفيفة. وشددت على أن غياب النفط الليبي الخفيف في معظمه تعوضه زيادات في الإنتاج من دول في «أوبك» وخارجها، لكن هذا التعويض يبدو غير كاف لأنه لا يتيح للمصافي زيادة تكريرها، وعلى رغم أن نمو الطلب على النفط لا يرتفع في شكل كبير بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، لا تزال الأسواق النفطية تشهد بعض التوتر. وارتفع خام «برنت» متجاوزاً 110 دولارات للبرميل، وفق وكالة «رويترز»، إذ طغت توقعات بمزيد من الحفز الاقتصادي في الولاياتالمتحدة على مخاوف من ركود هناك ومن أزمة الديون المتفاقمة في منطقة اليورو. وزادت العقود الآجلة لمزيج «برنت» تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 85 سنتاً إلى 110.93 دولار للبرميل بعدما ارتفعت أكثر من دولار. وجرى تداول العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف عند 84.70 دولار للبرميل انخفاضاً من 86.45 دولار للبرميل عند الإغلاق الجمعة. ولم تجر تسوية العقد أول من أمس بسبب عطلة عيد العمال في الولاياتالمتحدة. وتوقع تجار عودة صادرات إيران من زيت الوقود إلى مستوياتها الطبيعية في تشرين الأول حين ترسل ما لا يقل عن خمس شحنات من النوع المنخفض الكثافة بما مجموعه نحو 400 ألف طن. واستأنفت «شركة النفط الوطنية الإيرانية» تخصيص كامل الكميات المتعاقد عليها تحميل تشرين الأول لكل المشترين بعقود محددة المدة في شرق آسيا والشرق الأوسط. وقال التجار إن من شأن عودة الصادرات الإيرانية، البالغة ست أو سبع شحنات، حجم الواحدة 80 ألف طن، ارتفاعاً من شحنتين أو ثلاث في كل من الشهرين الأخيرين، أن يبعث على الارتياح في سوق زيت الوقود التي عانت في ظل شح الإمدادات منذ بداية آب.