طرابلس، قرب بني وليد (ليبيا)، نيامي (النيجر) - أ ف ب، رويترز - استمر الجمود أمس حول منطقة بني وليد جنوب شرقي طرابلس حيث أرسل الثوار مزيداً من التعزيزات لمحاصرتها تمهيداً لاقتحامها بعدما رفض موالون للعقيد معمر القذافي فيها أن يستسلموا للحكم الليبي الجديد. وتزامن ذلك مع تقارير عن فرار مزيد من المقربين من القذافي إلى خارج ليبيا. ونقلت «فرانس برس» من نيامي، عاصمة النيجر، أن مصدراً في الطوارق أكد أمس أن نحو عشرة من المقربين من القذافي، بينهم منصور ضو قائد الكتائب الأمنية، دخلوا الأحد إلى أغاديز شمال النيجر في موكب قادم من ليبيا. ولم تُعرف هوية بقية الأشخاص، لكن الموكب وصل برفقة اغ علي الامبو، أحد قادة المتمردين الطوارق، وبلغوا الاثنين نيامي. ونقلت «رويترز» بدورها عن مسؤولين في أغاديز طلبا عدم كشف اسميهما أن ضو وزهاء 12 ليبياً آخر عبروا الحدود الليبية إلى النيجر الأحد بعد محادثات استمرت أياماً عدة انتظروا طوالها على الحدود. ومنصور ضو هو ابن عم القذافي وكان قائد الحرس الشخصي للعقيد الليبي ومسؤولاً عن تأمين باب العزيزية، مقره في طرابلس. وقاد منصور بشراسة الكتائب الأمنية التي تعتبر مسؤولة عن أعمال القمع والقتل والاعتقال بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في منتصف شباط (فبراير). وقال المصدر في الطوارق إن ليس بين الذين وصلوا إلى النيجر أي من أبناء القذافي. واغ علي الامبو، زعيم حركة النيجريين للعدالة، أحد التنظيمات الرئيسية التي قادت التمرد الذي اندلع في 2007 في منطقة أغاديز. وعاش الامبو في ليبيا بعد المعارك التي انتهت في 2009 بعد تدخل القذافي. وفي بداية الانتفاضة الليبية، جند اغ علي الامبو المئات من المقاتلين الطوارق للقتال الى جانب قوات القذافي. والأسبوع الماضي، ذكر مصدر في الطوارق أن مقربين من القذافي جاؤوا في نيسان (أبريل) إلى أغاديز ومعهم حقائب مليئة بالنقود وجندوا مئات الشباب وبينهم جنود تم صرفهم من الجيش في 2002. وقدر المصدر عدد المتمردين النيجريين السابقين الذين قاتلوا الى جانب القذافي بنحو 1500 وكان معظمهم يعيشون في ليبيا بعدما سلموا السلاح في بلادهم في 2009. ولكن بعد سقوط طرابلس عاد المئات من المقاتلين الطوارق إلى النيجر في حين انسحب نحو 500 الى سرت، معقل قبيلة القذافي المحاصرة الآن شرق طرابلس. واعترف النيجر قبل ايام بالمجلس الوطني الانتقالي. معركة بني وليد في غضون ذلك (رويترز)، تأهبت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي لشن هجوم أمس على بلدة بني وليد الصحراوية التي يسيطر عليها مقاتلون موالون لمعمر القذافي بعد فشل المفاوضات في إقناعهم بتسليم أحد آخر معاقل الزعيم المخلوع. وتحاول وحدات عسكرية تابعة للمجلس طرد القوات الموالية للقذافي من بني وليد الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس ومن مدينة سرت الساحلية ومنطقة تمتد في عمق الصحراء الليبية. وقال محمد الفاسي القائد الميداني في قوات المجلس الوطني الانتقالي خارج البلدة إن الباب لا يزال مفتوحاً أمام المفاوضات وإن العرض الذي قدمه المجلس ما زال قائماً. وأضاف أن العرض يتمثل في التحفظ على الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم باسم القذافي قيد الاعتقال المنزلي حتى يتم تشكيل حكومة جديدة. وأوضح أن بعضهم قبل العرض فيما رفضه آخرون. ورداً على سؤال عما إذا كان المجلس يفكر في السيطرة على بني وليد بالقوة قال الفاسي: «ليس هناك من خيار آخر». وفشلت سلسلة من المحادثات التي جرت في مطلع الأسبوع مع شيوخ قبائل بني وليد في إحراز تقدم ويبدو أن المفاوضات قد انهارت. وقال عبدالله كنشيل عند نقطة تفتيش على بعد نحو 60 كيلومتراً من البلدة أنه بصفته كبيرا للمفاوضين فليس لديه ما يقدمه في الوقت الراهن. وأضاف إن المفاوضات انتهت من جانبهم. وأضاف كنشيل أن شيوخ القبائل قالوا إنهم لا يريدون المحادثات ويهددون أي شخص يتحرك. وتابع إنهم ينشرون قناصة فوق المباني العالية وفي مزارع الزيتون وأن لديهم قوة نيران كبيرة. وأضاف أن مفاوضي المجلس الوطني قدموا تنازلات كثيرة في اللحظة الأخيرة. وقال إن الأمر متروك للمجلس الوطني ليقرر الخطوة القادمة وحض أنصار القذافي على مغادرة البلدة. وتكهن مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي بأن أبناء القذافي بل وحتى الزعيم الليبي السابق نفسه ربما يكونون مختبئين في بني وليد التي انقطعت عنها الاتصالات مثلها مثل البلدات المحاصرة الأخرى. وتقليدياً تدين المنطقة المحيطة ببني وليد بالولاء للقذافي. وفي بلدة ترهونة المجاورة كانت الأعلام الخضراء التي تنتمي لحقبة القذافي لا تزال ترفرف ليس ببعيد عن أعلام المجلس الوطني الانتقالي ذات الألوان الأحمر والأخضر والأسود. وقد حمّل الساعدي القذافي، نجل معمر القذافي، أخاه سيف الإسلام مسؤولية فشل المحادثات مع الثوار حول بني وليد. وقال لشبكة «سي أن أن» في اتصال هاتفي في وقت متقدم مساء الأحد إن الخطاب «الحاد» الذي ألقاه سيف قبل أيام أدى إلى انهيار المفاوضات ومهد الطريق أمام شن هجوم. ورداً على سؤال حول مكان تواجده قال الساعدي القذافي إنه «على مسافة غير بعيدة» من مدينة بني وليد لكنه يتنقل. وأوضح انه لم ير والده أو سيف منذ شهرين. وأكد الساعدي القذافي انه «حيادي» وانه يبقى «مستعداً للمساعدة على التفاوض على وقف إطلاق نار» بحسب شبكة سي أن أن. وكان سيف الإسلام القذافي أكد في تصريح نقله تلفزيون «الرأي» في دمشق مساء الأربعاء انه موجود في ضاحية طرابلس، ودعا أنصاره الى ضرب «أهداف العدو». كما اقتربت قوات المجلس من مدينة سرت مسقط رأس القذافي التي تقبع على الطريق الساحلي الرئيسي بين شرق البلاد وغربها. وقال احمد باني المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني في تصريح من بنغازي انه تجري حالياً مفاوضات بخصوص سرت بين شيوخها وعدة قبائل وقوات المجلس المحاصرة للمدينة. وأضاف أن الوقت الذي ستنتهي فيه المفاوضات آت وان قوات المجلس ستفرض إرادتها لتحرير سرت. وأبدى مسؤول في الأممالمتحدة الأحد قلقه بشأن مشكلات إنسانية في الجيوب القليلة التي لا تزال خاضعة لأنصار القذافي. وقال بانوس مومتيزيس منسق الشؤون الإنسانية لليبيا في الأممالمتحدة: «نراقب الموقف عن كثب في سرت». وفي بروكسيل (أ ف ب)، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين أن الحلف الأطلسي «اقترب بشكل كبير» من النجاح في تدخله في ليبيا. وأوضح خلال مؤتمر صحافي «في ليبيا تقترب عمليتنا بشكل كبير من النجاح، لكننا لم نبلغ ذلك بعد». وأضاف أن نهاية التدخل ستعلن «قريباً». وقال أيضاً: «المؤسف أن القوات الموالية للقذافي لا تزال تشكل تهديداً للسكان المدنيين، ولهذا السبب علينا مواصلة (العملية) حتى إزالة هذا التهديد».