أعلن الثوار الليبيون، أمس، توصلهم لاتفاق مع وجهاء مدينة بني وليد «150 كلم جنوبي العاصمة طرابلس» لدخولها سلميا، دون تحديد الموعد، حسب مراسل قناة الجزيرة» الإخبارية. وقال عبدالله كنشيل، الذي يدير المحادثات نيابة عن المجلس الوطني الانتقالي مع وجهاء البلدة، إن هناك اتفاقا مبدئيا قد حصل معهم بعد أن غادر عدد من أنصار القذافي البلدة المحاصرة، لكنه أرجع تحديد موعد الدخول إلى القادة الميدانيين والمجلس الانتقالي، لأن ذلك يحتاج إلى تحضيرات لوجستية وأمنية. وأضاف أن وفدا من شيوخ القبائل والوجهاء سيجتمع مع قادة الثوار ليسمعوا منهم تعهدا وطمأنة بعدم الانتقام من السكان، خاصة بعد الشائعات التي سربتها فلول القذافي بأن الثوار سيغتصبون النساء وينكلون بالرجال في حال دخولهم المدينة. وأعرب كنشيل عن أمله بأن يتمكن الوجهاء من إقناع القناصة المنتشرين على أسطح المباني والأشجار والعشرات من بقايا نظام القذافي بإلقاء السلاح والرحيل عن المناطق المأهولة. وكانت بني وليد رفضت الاستسلام للمعارضين الأمر الذي أثار توقعات بأنه ستكون هناك جولة أخرى من المعارك للقضاء على القوات الموالية للقذافي. ولم تسفر محادثات متقطعة عقدت في وقت سابق وضمت زعماء قبائل البلدة عن تحقيق انفراج. وتشكل بني وليد والجفرة وسرت وسبها آخر معاقل كتائب القذافي التي يتفاوض المجلس الانتقالي مع وجهائها لتسليمها دون قتال. من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم حلف الأطلسي «الناتو»، أمس، أن الحلف لا يتعقب «قادة النظام الليبي السابق الفارين» بعد تردد «شائعات» عن احتمال وجود العقيد معمر القذافي وأحد أبنائه في قافلة عسكرية كبيرة تحاول دخول النيجر عبر الجزائر. وقال المتحدث العسكري باسم الحلف الكولونيل رولان لافو: «مهمتنا هي حماية السكان المدنيين في ليبيا وليس تعقب واستهداف آلاف الفارين من قادة النظام السابق والمرتزقة والقادة العسكريين والنازحين». ولم يؤكد الحلف، الذي نفى مرارا استهداف القذافي وغيره من مسؤولي النظام، كما لم ينفي معرفته بأمر القافلة. وكشف متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي ببنغازي أن عشر عربات من القافلة التي عبرت الحدود إلى النيجر كانت محملة بأموال أخذت من أحد فروع البنك المركزي الليبي في سرت. وأعلنت مصادر أن القافلة تتألف من نحو 250 مركبة ليبية بعضها مصفح ترافقها قوات من الجيش النيجري، وتضم ضباطا من كتائب الجيش في جنوب ليبيا. ولفت مصدر عسكري فرنسي إلى أن معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ربما يدرسان اللحاق بالقافلة في طريقها إلى بوركينا فاسو التي عرضت منح اللجوء للزعيم الليبي وعائلته ولها حدود مع النيجر. وأضاف المصدر أن شهود عيان عديدين شاهدوا داخل هذه القافلة «رهيسا آغ بولا»، أحد أبرز قادة المتمردين الطوارق في النيجر، وهو مقرب جدا من معمر القذافي. وقد وصلت القافلة، أمس الأول، قرب مدينة أجاديز بالنيجر. واستقبلت الجزائر الأسبوع الماضي زوجة القذافي وابنته واثنين من أبنائه ما أثار غضب المعارضة المسلحة. وتقوم الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع التابعة لحلف الأطلسي بتمشيط الصحراء الليبية بحثا عن قوافل كبيرة من السيارات التي قد تكون تحمل القذافي، ولذلك فمن المستبعد أن تكون القافلة قد عبرت الحدود دون التوصل إلى اتفاق ما. وكانت بوركينا فاسو - وهي متلق سابق لكميات كبيرة من المعونات الليبية - عرضت على القذافي اللجوء قبل نحو أسبوعين، لكنها اعترفت أيضا بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض الذي أطاح به. وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي إن القذافي يمكنه العيش في المنفى في بوركينا فاسو مع أن هذا البلد من الموقعين على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية .