على رغم تحذيرات وزارتي الصحة والزراعة عن الطيور المهاجرة، والأمراض التي قد تنقلها، إلا أن هناك شباناً لا هواية لهم غير الصيد، خصوصاً الذين يسكنون في المناطق الشمالية من المملكة. ويشد هواة الصيد رحالهم استعداداً لدخول هذا الوقت من العام، إذ يضطر معظمهم إلى أخذ إجازات من وظائفهم الرسمية، بغية ملاحقة الطيور من مكان إلى آخر، دون أن يلقوا بالاً للتحذيرات الصحية من خطر تلك الطيور، كونهم يعتبرون تلك الإرشادات التي تطلقها الجهات الرسمية الصحية والبيئية روتينية وغير واقعية. وقال محمد العنزي وهو أحد هواة الصيد: «موسم القنص ننتظره بفارغ الصبر، ونحسب له الأيام منذ انتهائه في العام الماضي، وكثير من الشباب يفضلون تناول لحوم هذه الطيور اللذيذة». وأضاف أن عملية طبخ هذه الطيور لا تحتاج إلى زيت، بل تطبخ بالماء فقط لاحتوائها على زيت طبيعي، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من القناصين يقدِمون من مناطق بعيدة من المملكة إلى منطقة الحدود الشمالية، لتوافر مثل هذه الطيور فيها. وتابع: «نعمل تدابير وقائية خاصة بنا من تلك الطيور من خلال غسلها وطبخها جيداً، فإن هناك علامات تدل على مرض الطير، منها عدم قدرته على الطيران، لكن صيدنا نتأكد من سلامتها»، مشيراً إلى أنه لم تسجل إصابات بأمراض بسبب تناول الطيور المهاجرة. وذكر سلطان الدوسري، أنه يضطر إلى أخذ إجازته السنوية من عمله بالتزامن مع موسم هجرة الطيور، لملاحقتها وصيدها، إذ إنه يسافر من مدينة إلى أخرى، لتتبع الطيور. من جهته، قال الطبيب البيطري سليم العنزي ل «الحياة»: «لا فائدة من نصح هواة الصيد، فهم يضربون بالتعليمات والنصائح الطبية عرض الحائط، وبالتأكيد فإن الأمراض الفيروسية تنتشر بين الطيور بشكل دائم، وتم التحذير منها مراراً، لكن لا حياة لمن تنادي»، مشيراً إلى أن هواة الصيد يعتقدون أن الطائر البري لا يمرض ولا ينقل الأمراض. ودعا الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات لمنع صيد الطيور البرية.