تطغى رغبة ممارسة صيد الطيور من الهواة والمحترفين في منطقة الحدود الشمالية على التحذيرات والمخاوف التي بثها الإعلام ووزارة الصحة من انتشار مرض أنفلونزا الطيور، إذ يشد الكثير منهم الرحال في هذا الوقت من كل سنة لصيد الطيور البرية غير عابئين بحمايتها من الانقراض، متسلحين بالقضاء والقدر ومتجاهلين الارتماء بين أنياب الخطر. ويقول أحد هواة الصيد والقنص محمد العنزي: «انتظر هذا الموسم بفارغ الصبر، ولا أخاف فيروس أنفلونزا الطيور، لأن لدي قناعة بأن ما يصيبني مقدر ومكتوب لا أحد يستطيع رده، وهوايتنا هذه منتشرة في الشمال ونمارسها منذ أكثر من عشر سنوات»، ويضيف أنه لم يسمع بإصابة أي شخص بالمرض، وأن الموضوع يشبه إشاعة وجود تسرّب إشعاعي أصاب الطيور المهاجرة «وحتى لو وافقنا على هذا الرأي فإن الفيروسات التي تصيب الطيور تموت عند درجة الحرارة 70 درجة مئوية، ونحن لا نأكل الطيور إلا بعد طبخها جيداً». ويذكر عاشق آخر لهذه الهواية فواز الخمعلي أن الصيد هو هواية أهل الشمال المفضلة، فهم يشدون رحالهم في مثل هذا الوقت من كل سنة إلى البر لممارسة الهواية، فتجدهم يتسامرون مساء، وفي الصباح الباكر يغدون للصيد ويجمعون منه وجباتهم. ويقول: «عشقت القنص منذ نعومة أظفاري، إذ كان في السابق متوافراً بكثرة، ونجده من دون عناء، فكنا نأكل أكثر وجباتنا اليومية من لحم الأرانب والطيور بأنواعها»، وأضاف: «عندما أبقى في منزلي ولا أخرج للقنص أكثر من عشرة أيام أحس بالملل والتعب، وكأنني أترك شيئاً ضرورياً في حياتي». وأشار إلى أنهم يستمتعون بصيد الحجل والحمام البري (القطاء) الذي يتجمع على شكل أسراب من الطيور، وكذلك الأرانب البرية والوبر، موضحاً أن أكثر من يمارس القنص شبان دخلاء، لا يأخذون من الصيد ما يكفي رحلتهم بل يقتلون ما يمكن قتله من الصيد، غير مبالين بحماية البيئة وانقراض تلك الطيور. وفي موقف مناقض لهؤلاء، يوضح فيصل خلف أنه كان يمارس الهواية في السابق «أما الآن فإنه يجب الحذر من هذه الطيور، لاسيما بعد انتشار الأمراض مثل أنفلونزا الطيور وغيرها من الفيروسات، ويجب عدم إيواء الطيور في المنازل خصوصاً الصقور والحمام، وهو ما يفعله بعض أهالي المنطقة»، مضيفاً أنهم يتحججون بالقضاء والقدر وأنه لن يصيبهم إلا المكتوب، ولكنهم يتجاهلون أنهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة. وحذّر الطبيب البيطري عبدالله الحسين من صيد الطيور البرية، لإصابة بعضها مثل الصقور والحمام البري والقمري بأمراض فيروسية خطرة ومعدية على رأسها أنفلونزا الطيور، وأنه يجب فحص بعض أجزاء جسمها من متخصص قبل التعامل معها.