لمّح زعيمان معارضان مغربيان إلى احتمال لجوئهما إلى مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية القادمة. وأفادت مصادر حزبية أن الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر أصدرا مذكرة في هذا السياق تحذر الحكومة وكل الأطراف المعنية بالانتخابات من مخاطر «التحكم» في العملية السياسية. وتُعد تلك المرة الأولى التي يلوح فيها حزبان معارضان بمقاطعة الانتخابات، فيما أعلن رئيس الحكومة زعيم حزب «العدالة و التنمية» الإسلامي عبد الإله بن كيران أن الاستحقاقات الانتخابية القادمة «خط أحمر»، مؤكداً رسوخ القناعة بأن الاستشارة الشعبية يجب أن تكون «نزيهة وشفافة» ما يحمل على الاعتقاد بالتقاء أحزاب في المعارضة وأخرى في الموالاة عند ضرورة تأمين العملية السياسية، في إشارة واضحة إلى مخاوف حيال حظوظ حزب «الأصالة و المعاصرة « التي تبدو مرتفعة في الانتخابات البلدية المقررة العام المقبل. كما صدر عن حزب «الاستقلال» أكثر من إشارة تفيد بأنه يمكن أن يلتقي و «العدالة والتنمية» على رغم انسحابه من الحكومة وابتعاده من «الأصالة والمعاصرة» الذي تصدّر الانتخابات البلدية التي جرت في عام 2009، أي قبل إقرار الدستور الجديد. إلى ذلك، قضت محكمة في مدينة الدار البيضاء، خلال جلسة للاستئناف أمس، بالإفراج الموقت عن 9 نشطاء ينتمون إلى حركة «20 فبراير» الاحتجاجية، كانوا اعتُقلوا في بداية نيسان (أبريل) الماضي، خلال مسيرة نقابية مرخصة. على صعيد آخر، وصف وزير خارجية إسبانيا خوسي مانويل غارسيا مارغايو خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لإنهاء نزاع الصحراء بأنها «ذات صدقية» وتشكل أرضية قوية وواضحة للحل السياسي، مؤكداً التزام بلاده دعم جهود الأممالمتحدة. جاء ذلك عقب مباحثات أجراها أول من أمس في الرباط ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار، عرضا خلالها مجالات التنسيق السياسي والتعاون الأمني ودعم جهود البلدين في التصدي للهجرة غير الشرعية والإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة. وعُقدت هذه المباحثات عقب تفكيك السلطات الإسبانية خلية إرهابية، كانت تستقطب المتطوعين إلى الحرب في سورية، يتزعمها مغربي يدعى حسن أكسريان وهو معتقل سابق في غوانتنامو. ويشير ذلك إلى أن الوزيرين الإسباني والمغربي تطرقا خلال اجتماعهما إلى تنامي ظاهرة النشطاء الجهاديين، على خلفية تفكيك السلطات المغربية مزيداً من الخلايا المتشددة. وركزت المباحثات على الوضع المتوتر على الحدود مع مدينتي سبتة ومليلية الحدوديتين، على خلفية تنامي محاولات آلاف المهاجرين غير الشرعيين المتحدرين من أصول أفريقية اقتحام الحاجز الأمني الذي يسيج المعابر. كما عرضت المباحثات لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط لاسيما الوضع في سورية والعراق، حيث شدد الطرفان على «أهمية تعبئة المجتمع الدولي والقيام بعمل مشترك لاستعادة السلام بالمنطقة». كما اتفقا على تشجيع مكونات المجتمع الليبي «من أجل اللقاء حول طاولة الحوار للتفكير والعمل معاً من أجل إيجاد حل سلمي يتناسب وتطلعات الشعب الليبي إلى بناء دولة ديموقراطية». وأعلن وزير الخارجية الإسباني أن العاهل الإسباني فيليبي سيزور المغرب مباشرة بعد تنصيبه ملكاً خلفاً لوالده خوان كارلوس، مؤكداً أن «موقف إسبانيا بخصوص الصحراء يظل ثابتاً».