علمت «الحياة» من مصادر في الموصل ان الفصائل المسلحة العراقية وعدداً من الشخصيات المعروفة داخل المدينة يجرون مفاوضات لتشكيل ادارة محلية في المدينة، كما ان هذه الفصائل تجري اتصالات مع جهات خارج المدينة. وقال قيادي في احد الفصائل المسلحة في الجانب الايسر من الموصل، طالباً عدم الاشارة الى اسمه ل «الحياة» ان «الفصائل المسلحة العراقية في المدينة وعدداً من رجال الدين ووجهاء المدينة يعقدون اجتماعات للبحث في مصيرها». واضاف ان «الاجتماع الاخير الذي عقد مساء (اول من) امس وحضره ممثلون عن معظم الفصائل المسلحة تناول ضرورة تشكيل ادارة موحدة لتنظيم شؤون المدينة، لانها مقبلة على حصار وتراجع الخدمات من الماء والكهرباء وعمال النظافة». واشار الى ان «الاجتماعات تناولت الدور الذي تمارسه الدولة الاسلامية في العراق والشام في المدينة حيث اتفق الجميع على انتقادها خصوصاً بعد رغبتها أخيراً بعدم التصريح باسم أي فصيل مسلح في المدينة واجبارها عدداً من شيوخ العشائر على مبايعتها». وكشف ان «بعض شيوخ العشائر الذين لا يمثلون ثقلاً في المدينة بايعوا داعش خلال اجتماع جرى في احد المباني الحكومية في الجانب الايمن من الموصل». وكانت وسائل اعلام تداولت عن اصدار تنظيم «داعش» وثيقة جديدة تتضمن تعليمات إلى خطباء وائمة المساجد، تنص على «عدم المساهمة والانخراط في أي جماعة لحماية المناطق او رفع أي راية سوى راية دولة الاسلام، وبأي شكل من الاشكال وحماية المسلمين ومصالحهم». الى ذلك، كشف القيادي في الفصيل المسلح الذي يؤكد انتشار عناصره في مناطق غرب الموصل وشمالها، ان هناك اتصالات مع جهات خارجية رافضاً كشف هويتها، ولفت الى ان الاتصالات تتضمن مستقبل المدينة سياسياً وأمنياً. وشدد المصدر على ان «كل الفصائل المسلحة العراقية ووجهاء الموصل، اتفقوا على نقطة أساسية وهي رفض عودة الجيش او الشرطة الاتحادية الى داخل المدينة بأي شكل من الاشكال، اما موقفنا من المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة فلم نتخذه بعد ولكن لدينا نقاط سلبية كثيرة عليهم». من جهة أخرى، افادت مصادر من داخل الموصل «الحياة» ان «الانباء التي افادت عن قيام داعش بإحراق الكنائس في المدينة عار عن الصحة، ولفتت الى ان مسلحين عراقيين يحمونها مع الدوائر الحكومية والخدمية والمصارف». واشارت الى ان «الوضع الخدمي من ناحية الماء والكهرباء جيد ولكن شبكة الانترنيت مقطومة تماماً منذ خمسة ايام، واشار الى ان المئات من العائلات التي نزحت الاسبوع الماضي بسبب الاحداث في المدينة عادت الى منازلها ولا خروقات». وفي قضاء تلعفر الذي شهد خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة قال قائد عمليات نينوى الجديد اللواء ابو الوليد، في تصريحات نقلها تلفزيون العراقية ان امدادات جوية وصلت الى داخل القضاء الذي تسكنه غالبية تركمانية شيعية، وان القوات الامنية الموجودة داخل القضاء تمكنت من صد هجوم لعناصر»داعش» وهي في معرض التحول من الدفاع الى الهجوم لتطهير محافظة الموصل.