قرأتُ الأسبوع الماضي من خلال هذه الصحيفة وبعض صحفنا المحلية خبراً يقول: إن مجموعة MBC قررت إيقاف برنامج «أنت تستاهل» لمقدمه جورج قرداحي، المفترض انطلاقه بعد عيد الفطر على قناتها الأولى تعاطفاً مع أهالي شهداء الشعب السوري، الذين أساء إليهم قرداحي بقوله: «إن ما يحدث في سورية مؤامرة»، بل وتهجمه على الإعلام العربي الذي ينقل هذه الأحداث ومنها قناة العربية التابعة للمجموعة، حقيقة أعجبني هذا الموقف الشجاع لمالك المجموعة، وبعيداً من قرداحي، كم مر علينا من الإعلاميين العرب الذين ينظرون إلينا من علٍ، ومؤسساتنا الثقافية والإعلامية تتسابق على استضافتهم من خلال الفعاليات والمهرجانات الثقافية المختلفة؟ لقد رأيت بعضهم بأم عيني قبل أشهر من خلال مشاركتي في مهرجان الجنادرية الأخير، وهم يمشون كالطواويس يسخرون، ويتمسخرون على السعوديين علناً وليس سراً، غير عابئين باحترام الآخرين وتقديرهم، وقد كتبت حينها مقالة هنا طالبت فيها المشرفين على المهرجان ألا يستضيفوا المتعالين علينا. مشكلة مؤسساتنا الثقافية، سواء كانت إعلامية، أو فكرية، أنها تعطي بعض الأشخاص أحجاماً فوق مستوى حجمهم الطبيعي، تلمعهم حتى إذا ما أصبحوا نجوماً يشار إليهم بالبنان شتمونا واستهزؤوا بالبلاد ومن فيها، متناسين أنهم صنيعة هذا البلد الذي رفعهم بعد أن كانوا مغمورين، والدليل على ذلك زميلة قرداحي التونسية «كوثر البشراوي» التي شنت الحرب على القنوات الخليجية، وحكام الخليج جميعاً شتماً، وقذفاً، من خلال الفضائية السورية مع بداية الأحداث في سورية، لقد شاهدتها وسمعتها حتى أنني كنت أفرك عيني غير مصدقة أن هذه المذيعة هي نفسها المثقفة التي كنا نعجب ببرامجها ونتابعها، قالت (بالفم المليان)، محرضة الإعلاميين العرب العاملين في القنوات الفضائية الخليجية: «اتركوا هذه القنوات وأموالها الوسخة والله يغنيكم»، من دون أن تسأل نفسها أنها واحدة من صنائع هذه القنوات ولولاها لما عرفها أحد، ولمن لم يصدقني عليه أن يدخل على المقابلة عبر «اليوتيوب» ليرى كم نحن طيبون! - قال السيد حسن نصر الله قائد «حزب الله اللبناني، عفواً الإيراني» من خلال شريط قناة العربية الإخباري «لولا سورية ما وصل الدعم الإيراني إلى الحزب»، أخيراً يعترف نصر الله بأن حزبه تابع لإيران، وهو الذي طالما أنكر ذلك من خلال خطبه وتصريحاته التي يُصر من خلالها على أن حزبه مقاومة لبنانية خالصة، وفي الشريط الإخباري نفسه يؤكد شهود عيان أنهم رأوا مليشيا «حزب الله» تقتل المواطنين السوريين، وتشارك الجيش في عملياته ضد شعبه، ومن هنا نعرف سر الاستماتة في الدفاع عن نظام بشار وزبانيته، وسيأتي اليوم الذي نرى فيه سقوط هذا النظام، كما سقط غيره، والعبرة لمن اتعظ، فقط وددتُ لو أعرف ما مصلحة كل من روسيا، والبرازيل، والصين، والهند، وجنوب أفريقيا من بقاء نظام بشار الأسد؟ - ضحكت، وللمرة الأولى، من كل قلبي عندما رأيت الليبيين نساءً، ورجالاً، وأطفالاً، وهم ملتفون حول مراسل قناة العربية بعد دخول الثوار إلى طرابلس وتحريرها من براثن القذافي، وقد صنعوا لحناً جميلاً لعبارات القذافي، التي كان يرددها مع بداية الثورة، وهم ينشدون (زنقة، زنقة، دار، دار، يا قذافي جاك العار)... ارتد السحر على الساحر. - أخيراً ... تهنئة خالصة من كل قلبي بمناسبة عيد الفطر المبارك لكل القراء والقارئات، والأمتين العربية والإسلامية، وجميع المسلمين والعرب في كل بقاع العالم، وأن يعيده الله علينا والخير والرخاء يعم جميع العالم بلا استثناء، والسلام يرفرف بأجنحته على كل البلدان المضطربة. [email protected]