امتدح وزير الخزانة الأميركي جاك ليو أمس، الاقتصاد السعودي وما حققه من تماسك ورسوخ على رغم التقلبات التي عانى منها الاقتصاد العالمي في الآونة الأخيرة، داعياً إلى شراكة فاعلة مع القطاع الخاص السعودي. وأكد لدى لقائه اقتصاديين وأصحاب أعمال وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية - الصناعية في جدة أمس، رغبة الشركات الأميركية المتخصصة في الدخول في شراكات استراتيجية في السوق السعودية، والمشاركة في شكل أكبر في مشاريع البنية التحتية وحركة التعمير والتنمية الشاملة التي تشهدها المملكة. وشدد على أن الولاياتالمتحدة هي الشريك الاقتصادي الأول للسعودية في المنطقة، وتسعى دائماً إلى تبادل الرؤى والأفكار والوصول إلى أرضية مشتركة مع الشركاء الدوليين في الشرق الأوسط وأوروبا تخدم الاقتصاد العالمي والقضايا الاقتصادية الإقليمية، وتعمل دائماً على تعزيز علاقتها بدول الخليج وعلى رأسها السعودية التي تظهر الإحصاءات قوة العلاقة معها، إذ شهدت الفترة الأخيرة نمواً في الصادرات الأميركية إلى السعودية بنسبة 76 في المئة (زادت من 11 بليون دولار في 2009 إلى 19 بليون دولار في 2013)، فيما بلغ حجم التبادل التجاري المشترك بين البلدين 71 بليون دولار. وأكد أن زيارته الحالية تأتي استكمالاً للزيارة السابقة التي قامت بها وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر للرياض في آذار (مارس) الماضي على رأس وفد تجاري ضم 22 شركة في قطاعات الإنشاءات وتكنولوجيات البيئة وإدارة وهندسة المشاريع الصناعية، بهدف فتح فرص التصدير أمام الشركات الأميركية إلى السوق السعودية والبحث في مجالات الاستثمار المشترك بين البلدين، وتعزيز التعاون التجاري والصناعي. وشدد على أن الشركات الأميركية خلال تأمل بأن تكون جزءاً من المشاريع التنموية الموجودة، وأن لدى السعودية هدفاً طموحاً في أن تحصل على نصف الطاقة لديها من مصادر بديلة، إذ يأتي ثلث هذه الاحتياجات من الطاقة الشمسية. وقال: «هناك تقارب كبير بين وجهات النظر السعودية والأميركية والتعاون في تبادل المعلومات قائم والمستقبل يشهد مزيداً من التطورات في مستويات العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين». وأكد الارتباط الوثيق بين الدولار والريال طالما أن المملكة تصدر النفط بالدولار، مشيراً إلى أن الطلب على المساكن وإقامة مشاريع الإسكان في الولاياتالمتحدة تتطور إلى حد كبير وتشهد فرصة متجددة وواعدة. ورحبت لمى السليمان عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة بليو، معبرة عن سعادة غرفة جدة بأن تكون أحد المحطات المهمة لدى زيارته القصيرة للسعودية. وقالت: «يسعدنا أن تكونوا خلال هذه الزيارة تعرفتم في شكل كبير إلى المعالم التاريخية والثقافية في السعودية والممتدة لآلاف السنين، كما يسعدنا أن تطلعوا في شكل أكبر على المعالم الحضارية في مدينة جدة عروس البحر الأحمر والعاصمة التجارية للسعودية، ونأمل في أن يساهم هذا اللقاء بتعزيز وشائج الترابط والصداقة وتعميق العلاقات التي تربطنا بالولاياتالمتحدة». وأشارت أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تسعى دائماً إلى تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة، مشيرة إلى أن غرفة جدة عملت منذ وقت مبكر على أن تكون رائدة في إطلاق المبادرات والبرامج والخطط التي تخدم قطاع الأعمال، ونجحت في تعزيز دور الشباب وتأهيلهم للمستقبل من خلال إطلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما عملت على دعم المرأة ودفعها للمساهمة في حركة التنمية الكبيرة التي تشهدها المملكة. لتعمل جنباً إلى جنب مع الرجل، تكريساً لعطائها ولدورها في كل قطاعات العمل والإنتاج، إذ احتلت مناصب قيادية في الغرفة سواء على صعيد مجلس الإدارة أو القطاع التنفيذي للغرفة.