طرابلس، قرب زليتن (ليبيا) - أ ب، أ ف ب - جرت مواجهات متقطعة بين ثوار ليبيين وموالين لنظام معمر القذافي الأربعاء على الطريق بين مدينة زليتن الساحلية شرق طرابلس وبني وليد (على بعد 70 كلم الى الجنوب) حيث يعتقد الثوار أن معمر القذافي يختبئ هناك. وجاء ذلك في وقت قال قائد الثوار في طرابلس عبدالحكيم بلحاج إن الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي، يحاول التفاوض على شروط تسليم نفسه. وقال بلحاج لوكالة أسوشيتد برس إن الساعدي اتصل به الثلثاء وطلب منه معرفة ما إذا كانت سلامته مضمونة و «قلنا له: لا تخشى على حياتك. سنضمن حقوقك كإنسان وسنتعامل معك بإنسانية». وقال بلحاج إن الساعدي سيُسلّم إلى السلطات القضائية. وأضاف زعيم الثوار أن الساعدي قال له إنه لم يقتل أحداً وإنه «ليس ضد الشعب». وتابع: «قلت له: هذا جيّد. ما يهمنا هو عدم إراقة دم ليبي. وأفضل طريقة لذلك هو أن يسلّم أفراد النظام أنفسهم». وأشار إلى أن الساعدي قال بأنه سيعود إليه في الصباح الباكر الأربعاء لكنه لم يتمكن من الرد على الاتصال. وقال إنه يعرف مكان وجود الساعدي لكنه يفضّل التفاوض على تسلّمه. وجاء كلام بلحاج بعد ساعات من اتصال أجراه الناطق باسم النظام السابق موسى إبراهيم بالمكتب الرئيسي للأسوشيتد برس في نيويورك ليكرر عرض القذافي الأب إرسال الساعدي للتفاوض مع الثوار وتشكيل حكومة انتقالية. ورفض الثوار في السابق مثل هذا العرض. كذلك رفض موسى إبراهيم الإنذار الذي وجّهه الثوار لمؤيدي القذافي في سرت ومدن أخرى للاستسلام قبل يوم السبت وإلا واجهوا هجوماً عسكرياً يحسم النزاع المستمر منذ شباط (فبراير) الماضي. وقال إبراهيم: «ليس هناك أمة محترمة تقبل إنذاراً من عصابات مسلحة». ونقلت وكالة فرانس برس أمس عن الثوار قرب مدينة زليتن أن قذيفتي هاون استهدفتا نقطة تفتيش صباحاً قرب الدافنية على بعد 15 كلم غرب زليتن الواقعة على بعد 100 كلم شرق طرابلس. وأضافت الوكالة أن أصوات نيران أسلحة ثقيلة سُمعت ظهر أمس على مقربة من زليتن. وأوضح عمر سويحلي أحد قادة الثوار المحليين أن «الطريق الساحلية (المؤدية الى طرابلس) آمنة. وعلى الطريق الصحراوية (المؤدية من زليتن الى بني وليد) لا تزال هناك قوات للقذافي. إن شاء الله سنقضي عليها قريباً». وتعتبر بلدة بني وليد موالية للعقيد القذافي. وتقع في منطقة مصراتة وتمثل معقلا لقبيلة ورفلة، إحدى أكثر قبائل البلاد نفوذاً وتعد نحو مليون شخص. ويسيطر الثوار على مدينة زليتن تقريباً (100 ألف نسمة)، لكن قناصة موالين للقذافي مجهزين بمدافع هاون لا يزالون يختبئون في ضواحيها الجنوبية ويجعلون من الصعب سلوك طريق بني وليد بالذات. وقال عمر سويحلي: «نحن في صدد تنظيف المنطقة». ويعتقد الثوار أن القذافي يختبئ في بني وليد، جنوب شرقي طرابلس، أو في ضواحي العاصمة. وتحدث مسؤول في صفوف الثوار في مدينة مصراتة الساحلية الكبيرة (210 كلم شرق طرابلس) عن وجود نجلي العقيد معمر القذافي الساعدي وسيف الإسلام في بني وليد، وليس الزعيم الليبي السابق بذاته. وصرح مسؤولون في المجلس الانتقالي الأربعاء بأن معمر القذافي ما زال موجوداً بالتأكيد في ليبيا، معتبرين أن «من حقهم قتله إذا لم يستسلم». وقال مسؤول الشؤون العسكرية في طرابلس عمر الحريري لوكالة فرانس برس إن «المعلومات التي أملكها هي التالية: من شبه المؤكد بنسبة ثمانين في المئة أن القذافي ما زال في ليبيا». من جهته، قال أحمد ظراط المكلف الشؤون الداخلية في البلاد «نعتقد أنه في ليبيا (...) من حقنا قتله». واضاف «انه يقتلنا. انه مجرم وخارج عن القانون. في جميع انحاء العالم إذا لم يستسلم المجرم فمن حق من يفرضون احترام القانون قتله». وفي بروكسيل (أ ف ب)، أعلن حلف شمال الأطلسي الأربعاء أنه عزز ضرباته على مدينتي سرت مسقط رأس معمر القذافي وبني وليد الواقعة جنوب شرقي طرابلس. وخلال نهار الأربعاء، دمرت قوات الحلف خصوصاً 12 آلية مسلحة وثلاث دبابات ومنشأة رادار في محيط سرت ومستودعاً للذخائر وثلاث قاذفات صواريخ أرض أرض قرب بني وليد.