توجّه وفد من المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى النيجر، أمس للمطالبة بتسليم أحد أبناء الزعيم الليبي الهارب معمر القذافي. ونقلت شبكة سي ان ان « الاخبارية الامريكية أمس عن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي قوله إن الوفد سيطلب من النيجر تسليم الساعدي القذافي ومسؤولين آخرين في النظام السابق فروا من البلاد. وكان الساعدي القذافي قد صرح لشبكة «سي ان ان « الاثنين الماضي إنه في النيجر في مهمة إنسانية لتفقد أوضاع الليبيين الذين فروا من القتال إلى هناك. وأعرب عن رغبته في التفاوض مع المجلس الانتقالي، وكان ما لا يقل عن ثلاث قوافل ليبية دخلت إلى النيجر مؤخرا، تحمل اعضاء من أسرة القذافي، وعددا من المسؤولين العسكريين والأمنيين في النظام السابق وفقا لما ذكره مسؤولون في النيجر. من جهة أخرى قال شهود: إن مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي تدفقوا أمس على بلدة بني وليد بينما ترددت أصوات الانفجارات واطلاق النيران في الوديان والتلال التي تحيط بالبلدة الواقعة الى الجنوب من طرابلس، وقالت قوات المجلس الوطني الانتقالي انها سيطرت على واد يؤدي الى قلب بلدة بني وليد وانتزعته من القوات الموالية للزعيم الليبي المخلوع. وتخضع بني وليد الصحراوية للحصار منذ اسبوعين ويتحصن موالون للقذافي في وديانها العميقة وتلالها لمنع قوات المجلس الوطني الانتقالي من التقدم صوب البلدة. التي تعد آخر معاقل القذافي. وقال احد القادة إن قواته بصدد السيطرة على البلدة، وأضاف محمد جويدة عند مصنع يبعد 20 كيلومترا الى الشمال من بني وليد حيث تتحصن قوات المجلس الوطني الانتقالي «تلقينا أوامر من قادتنا ونحن في طريقنا الى بني وليد اليوم انطلاقا من عدة مواقع»، وأضاف: «نعتزم القيام بهذا اليوم على اي حال لكن قوات القذافي شنت هذا الهجوم لمنع تقدمنا. ظنوا اننا سنفرّ. إنهم جبناء»، واستطرد ان قوات المجلس الوطني حشدت نحو 1000 مقاتل اليوم عند بني وليد وانها لن تستخدم المدفعية الثقيلة لانها لا تريد ان تؤذي المدنيين. وفي وقت سابق سقطت صواريخ أطلقتها قوات القذافي من بني وليد على المصنع الذي يستخدم ايضا كمستشفى ميداني، وقال أطباء في المستشفى انه لم يقتل او يصب احد في الهجوم. وأعقب ذلك تبادل كثيف لنيران الرشاشات الالية وانطلق عدد كبير من قوات المجلس الوطني الانتقالي لملاحقة المهاجمين. وقال محمد اللواج وهو من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي «قوات القذافي اطلقت أربعة او خمسة صواريخ. نعزز مواقعنا وسنتقدم.» أما في مدينة سرت المعقل الكبير الآخر لقوات القذافي فقد أعلنت قناة تلفزيون «ليبيا الحرة» أمس أن القتال في مدينة سرت الساحلية في ليبيا أسفر عن مقتل 12 من الثوار على الأقل وإصابة 59 وقال التقرير: إن الثوار اعتقلوا اثنين من مقاتلي العقيد الليبي الهارب معمر القذافي مضيفا أن نجله المعتصم لا يزال بداخل سرت. وبدأ الثوار معركتهم للسيطرة على المدينة مسقط رأس القذافي منذ مساء الخميس وأعلن متحدث عسكري باسم الثوار في مدينة مصراته أمس أن المعارك التي دارت منذ الخميس في ضواحي سرت أسفرت عن مقتل العديد من المقاتلين الموالين للقذافي، وأشار المتحدث إلى أن جيش الثوار الذي يقاتل في سرت يضم خمسة الآف مقاتل اقتحموا المدينة من عدة جوانب «لكنهم انسحبوا منها بعد ذلك لأسباب تكتيكية» كما اشار الى اعتقال 40 شخصا من انصار القذافي. وكان المجلس العسكري اعلن الخميس في بيان ان «ثوار مصراتة بلغوا وسط مدينة سرت وهم الان يسيطرون على مداخل المدينة وبدأوا بعمليات تمشيط» للقضاء على مقاتلي القذافي. وجاء في البيان «ثوارنا دخلوا سرت اليوم من ثلاثة محاور رئيسية»، مضيفا: «لقد وصلوا الى جسر الغربيات داخل سرت». من جانبه قال متحدث باسم قوات المجلس في بلدة وادي بيه الصحراوية على بعد 130 كيلومترا جنوب غرب سرت: «ما زالت هناك مقاومة ولكن مقاتلينا سيتغلبون عليها». واعلن المجلس الوطني الانتقالي بعد ذلك ان مقاتليه اقتحموا سرت وتوغلوا حتى وسط المدينة حيث بدأوا عمليات تمشيط للقضاء على فلول المقاتلين الموالين للنظام السابق.