اشتكى محمد شوقي الإسلامبولي، شقيق خالد الإسلامبولي الذي اغتال الرئيس المصري أنور السادات، من معاملة الإيرانيين له طوال سنوات. وأعرب الإسلامبولي عن سعادته بالعودة إلى مصر بعد أكثر من 20 سنة قضاها في الخارج، منها 8 سنوات في إيران. وقال القيادي في «الجماعة الإسلامية»، مسؤول ملف أبناء الجماعة في الخارج الشيخ محمد ياسين ل «الحياة»، إنه ورئيس مجلس شورى الجماعة عصام دربالة ووالد الإسلامبولي وبعض أفراد أسرته، التقوه منفردين عقب عودته من إيران عبر دبي صباح أمس، «وهو أعرب عن سعادته بالعودة، وطمأنّاه إلى الأوضاع في مصر بعد الثورة». ونقل ياسين عن الإسلامبولي شكواه من معاملة الإيرانيين له في سنوات التحفظ، وأنهم عاملوه معاملة بالغة السوء وأهملوا علاج زوجته حتى توفيت. وأضاف ياسين: «الإيرانيون طالما قالوا لي إن أهم شوارع طهران نطلق عليه اسم أخيك، وكنت أتعجب من معاملتهم السيئة (...) كانوا يضعوننا قيد التحفظ، وكنا ممنوعين من الخروج أو تلقي أي اتصالات لفترات طويلة جداً، ولم يكن يسمح إلا لواحدة من النساء بالخروج مرة في الأسبوع لشراء حاجات الأسرة». وأوضح ياسين أن الإسلامبولي «اعتبر الحوار بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران لم يكن في صالح الإسلاميين المصريين هناك، وأن طهران سعت إلى التقرب من مصر والولايات المتحدة من خلال التضييق عليهم في ذلك الوقت». وأَودع القضاءُ العسكري محمد الإسلامبولي، المحكومَ عليه بالإعدام غيابياً، سجنَ العقرب شديد الحراسة حتى يتم نقله إلى سجن طره، تمهيداً لإعادة محاكمته، بعدما طعن محاميه بالحكم الصادر ضده. وكان الإسلامبولي، الذي وصل إلى مطار القاهرة أمس وتم القبض عليه في المطار وتحويله على القضاء العسكري، اعتُقل في أواخر أيام حكم السادات مع مئات صدر قرار بالتحفظ عنهم، وأُطلق عام 1984 ثم أعيد اعتقاله في 1985، وقرر بعدها مغادرة مصر بسبب المضايقات الأمنية، فسافر إلى باكستان ثم أفغانستان ومنها إلى إيران بعد الغزو الأميركي. ولحق الإسلامبولي بعشرات الإسلاميين المصريين الذين رحَّلتهم إيران على مدار الأشهر الماضية، منهم حسين شميط المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في تسعينات القرن الماضي في أديس أبابا. وفي هذا الإطار، قال ياسين إن السلطات الإيرانية رحَّلت إلى تركيا القيادي في جماعة الجهاد المصرية أحمد صلاح الأنصاري منذ 10 أيام تمهيداً لعودته إلى مصر، مشيراً إلى أن الانصاري كان التحق بالجهاد في أفغانستان وتركها بعد الغزو الأميركي.