كشفت لجنة الحج والعمرة في غرفة التجارة والصناعة في مكةالمكرمة ارتفاعاً بقرابة ال30 في المئة في أعداد المعتمرين خلال شهر رمضان الجاري مقارنة بالعام الماضي. وعزا رئيس اللجنة في غرفة مكة سعد القرشي ارتفاع أعداد المعتمرين هذا الموسم بهذه النسبة الكبيرة إلى زيادة الطلب على العمرة من بقية دول العالم الإسلامي، فضلاً عن التوسع في فتح خطوط الطيران والسعة المقعدية التي زادت من أعداد المقبلين لأداء النسك. ولفت إلى أن تزايد أعداد المعتمرين خلال الموسم الحالي الذي يعد أفضل وأنجع المواسم مقارنةً بالأربعة أعوام الماضية رفع حجم الإنفاق في الأسواق والمراكز التجارية والوحدات السكنية ما شجع على زيادة استثمارات القطاع الخاص. وأوضح أن التوسع في فتح خطوط الطيران وزيادة السعة المقعدية زاد من عدد المعتمرين، الأمر الذي جعل موسم العمرة لا يتأثر بأي توقف يحدث عن القدوم للعمرة بسبب أي من الظروف سواء السياسية أو الاقتصادية. وكشفت مصادر في قطاع العمرة أن متوسط الإيرادات خلال موسم العمرة الحالي وصل إلى أكثر من سبعة مليارات ريال، وذلك بفضل تطبيق نظام العمرة على مدار العام باستثناء فترة الحج ما يرفع الإيرادات إلى نحو 17 مليار ريال خلال الأعوام الخمسة المقبلة. ووصفت متوسط الحد الأعلى لكلفة خدمة المعتمر بالريال السعودي خلال فترة إقامة 11 يوماً يبلغ 4508 ريالات شاملة النقل والسكن والتغذية وخدمات التقنية وخدمات شركات العمرة والخدمات المساندة، في حين بلغ الحد الأدنى 2567 ريالاً ومتوسط الإيرادات 3537 ريالاً. وفي الوقت الذي ظهرت فيه بعض الصعوبات التي واجهت المعتمرين خصوصاً خلال العشر الأواخر من رمضان بسبب عدم وفاء شركات العمرة بالتزاماتها تجاه توفير السكن والنقل المناسب لهم القريب من المسجد الحرام، بدت أصوات أخرى تبدي تذمرها من ارتفاع أسعار الغرف والشقق والدور السكنية القريبة من الحرم المكي خلال الأيام الأخيرة. ولفتت إحدى الزائرات في حديثها إلى «الحياة» أن شقة كاملة في الوقت السابق وقبل أعمال التوسعة والإزالة في منطقة الشامية كانت تحصل عليها بمبلغ لا يتجاوز 25 ألف ريال طوال شهر رمضان المبارك، لكن ما وجدناه كان العكس تماماً، وقالت سهير الغامدي: «الأسعار مبالغ بها جداً ف10 أيام في غرفة لشخصين مع وجبتي إفطار وسحور تقدر ب40 ألف ريال تقريباً»، مؤكدةً أن وجودها بجوار البيت العتيق في هذه الأيام المباركة يغني عن كل مال. واتفق معها محمد بايحي الذي قدم من الرياض بصحبة عائلته، مؤكداَ ارتفاع أسعار الشقق السكنية بشكل لا يصدق، وأردف ل«الحياة»: «قضينا ثلاثة أيام بأحد الفنادق المجاورة للحرم المكي، بكلفة قاربت على 10 آلاف ريال للإقامة بالفندق من دون وجبتي الإفطار أو السحور». وبينما تشتعل الأسعار داخل محيط الحرم المكي الشريف، أعلنت لجنة الحج والعمرة أن هذا الارتفاع في الأسعار يعد أمراً عادياً كون شهر رمضان يعد موسماً استثنائياً تترقبه غالبية الفنادق والوحدات السكنية لتعويض مصاريف التشغيل في هذا الموسم.