قدرت مصادر عاملة في قطاع العمرة قيمة الإيرادات التي حققها المستثمرون من موسم العمرة للعام الحالي بنحو 7 بلايين ريال، وذلك على خلفية الارتفاع الكبير في أعداد المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك. وكان وزير الحج السعودي فؤاد فارسي كشف في وقت سابق من الشهر الجاري، أن عدد تأشيرات العمرة التي أصدرت هذا العام بلغ أكثر من 5 ملايين تأشيرة، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم بحلول منتصف شهر رمضان ليبلغ أكثر من 5.5 مليون تأشيرة، مقارنة بنحو 4 ملايين تأشيرة أصدرت العام الماضي، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يصل فيها عدد المعتمرين إلى هذا الرقم. وأوضح الفارسي أن المملكة ممثلة في الجهات المعنية أصدرت أكثر من 1.1 مليون تأشيرة عن العام الماضي، لافتاً إلى أن «العام قبل الماضي وصل عدد المعتمرين فيه إلى 3.5 مليون معتمر، والعام الماضي ارتفع إلى 4 ملايين معتمر، وهذا العام تجاوز العدد 5 ملايين». وقال رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة مكةالمكرمة سعد القرشي ل«الحياة»: «زادت أعداد المعتمرين لهذا الموسم بنسبة 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي، بسبب زيادة الطلب على العمرة من دول العالم الإسلامي، إضافة إلى التوسع في فتح خطوط طيران جديدة، والتي وفرت مقاعد إضافية، ما أفاد المعتمرين». ووصف رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة مكةالمكرمة موسم العمرة الحالي بأنه من افضل مواسم العمرة وقال: «تزايدت أعداد المعتمرين خلال الموسم الحالي الذي يعد أفضل وأنجع المواسم مقارنةً بالسنوات الأربع الماضية، ما زاد من حجم الإنفاق في الأسواق والمراكز التجارية والوحدات السكنية، الأمر الذي شجع على زيادة استثمارات القطاع الخاص». وأضاف أن التوسع في فتح خطوط الطيران وزيادة السعة المقعدية زادا من عدد المعتمرين، الأمر الذي جعل موسم العمرة لا يتأثر بأي توقف يحدث عن القدوم للعمرة بسبب أي من الظروف، سواء السياسية أو الاقتصادية. وذكرت مصادر عاملة في قطاع العمرة، أن متوسط الإيرادات خلال موسم العمرة الحالي تجاوز سبعة بلايين ريال، وذلك بفضل تطبيق نظام العمرة على مدار العام باستثناء فترة الحج. وقدرت المصادر متوسط الحد الأعلى لتكاليف خدمة المعتمر خلال فترة إقامة قدرها 11 يوماً بنحو 4508 ريالات، شاملة النقل والسكن والتغذية وخدمات التقنية وخدمات شركات العمرة والخدمات المساندة، في حين بلغ الحد الأدنى 2567 ريالاً. وعلى صعيد متصل، واجه معتمرون صعوبات، خصوصاً خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، بسبب عدم وفاء شركات العمرة بالتزاماتها تجاه توفير السكن والنقل المناسب للمعتمرين والقريب من المسجد الحرام، فيما أبدى معتمرون تذمرهم من ارتفاع أسعار الغرف والشقق والدور السكنية القريبة من الحرم المكي خلال الأيام الأخيرة. وقالت إحدى الزائرات في حديثها ل«الحياة» إن شقة كاملة بالسابق وقبل أعمال التوسعة والإزالة بمنطقة الشامية كانت تحصل عليها بمبلغ لا يتجاوز 25 ألف ريال طوال شهر رمضان المبارك، لكن ما وجدناه كان العكس تماماً. وذكرت سهير الغامدي: «الأسعار مبالغ فيها جداً، فعشرة أيام في غرفة لشخصين مع وجبتي إفطار وسحور تقدر بمبلغ 40 ألف ريال تقريباً»، مؤكدةً أن وجودها بجوار البيت العتيق في هذه الأيام المباركة يغني عن كل مال. واتفق معها محمد بايحيى الذي قدم من الرياض بصحبة عائلته، مؤكداًَ ارتفاع أسعار الشقق السكنية بشكل مبالغ فيه وقال ل«الحياة»: «قضينا ثلاثة أيام بأحد الفنادق المجاورة للحرم المكي، بكلفة قاربت 10 آلاف ريال فقط للإقامة بالفندق من دون وجبتي الإفطار والسحور». وردت لجنة الحج والعمرة على ارتفاع الأسعار بأنه طبيعي في مثل هذا الأيام، كون شهر رمضان موسماً استثنائياً تترقبه الفنادق والوحدات السكنية.