ارتفعت حصيلة قتلى تفجيرين انتحاريين، استهدفا مساء أول من أمس، الأكاديمية الحربية لمختلف الأسلحة في شرشال بولاية تيبازة التي تخرج ضباط مكافحة الإرهاب، إلى 18 قتيلاً، غالبيتهم من ضباط الجيش وعشرات الجرحى. وسارع الجيش اثر الحادث الى نصب حواجز منعت الاقتراب من مقر الأكاديمية، أبرز رموز المؤسسة العسكرية الجزائرية، الذي يمتد على مساحة هكتارات في قلب شرشال. وبدت الحياة طبيعية في شرشال في الساعات الأولى من صباح أمس بعد تفجيرين انتحاريين استهدفا تباعاً أحد مداخل الأكاديمية عقب الإفطار مساء الجمعة. وذكرت مصادر أن انتحارياً باغت جنوداً في أحد المداخل الثلاثة للجهة الشمالية للأكاديمية، وهرول الى مطعم للضباط كانوا يتناولون فيه وجبة الإفطار بعد أذان المغرب، وسارع الانتحاري الى تفجير قنبلة كان يحملها، وعندما اقترب الحراس منه، عقب التفجير، دخل انتحاري ثاني على متن دراجة نارية وفجر نفسه. وأفادت مصادر طبية من مستشفى سيدي غيلاس، الذي زارته «الحياة»، أن «عدد القتلى ارتفع إلى 17 غالبيتهم من العسكريين إضافة الى مدنيين اثنين. وأفاد مصدر طبي مسؤول أن «تعليمات وردت إلينا بنقل جميع الضحايا إلى المستشفى العسكري في عين النعجة وسط العاصمة وأن هناك حالتين أو ثلاثة في حال خطرة جداً تم نقلهم إلى عين النعجة لتلقي العلاج». لكن بياناً عن وزارة الدفاع الجزائرية، اكتفى بذكر مقتل 11 شخصاً. وأفاد البيان، الذي صدر صباح أمس الى «تعرض نادي الضباط الخارجي الى جريمة إرهابية خلفت استشهاد تسعة ضباط ومدنيين اثنين وجرح عشرين آخرين غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج ما عدا ستة منهم لا يزالون قيد المراقبة الطبية أحدهم في حالة خطيرة». وأشار البيان الى أن «هذه الجريمة الإرهابية تبين مرة أخرى أن المجموعات الإرهابية المتبقية تحاول من وراء هذه العملية الدنيئة تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها من طرف القوات الأمنية المشتركة التي حققت نتائج فعالة ميدانياً خاصة في الأسابيع الأخيرة». وأكدت القيادة العليا للجيش الجزائري أنها «مصممة على إنقاذ البلاد من هذه الشراذم المجرمة وبسط الأمن و الطمأنينة في ربوع الوطن». ومع ضرب أكاديمية شرشال، يكون تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، المشتبه الأول في صلته بالاعتداء المسلح، ضرب أبرز رموز مؤسسات الجيش الجزائري. ويتخرج من الأكاديمية كبار الضباط الجزائريين والأجانب سنوياً، وتُقدم تدريباً عالياً في مختلف التقنيات والأسلحة خصوصاً في مكافحة الإرهاب أو مصالح الاستخبارات وعادة ما يزورها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتقليد الضباط المتفوقين الرتب والنياشين. وتنظيم «القاعدة» ليس المشتبهة الوحيد بأنه وراء التفجيرين، على رغم أن بصماته بادية بوضوح في الاعتداء. وشرشال هي محور نشاط تنظيم «حماة الدعوة السلفية» الذي يضم بضع عشرات من العناصر المتطرفة الذين يقودهم «سليم الأفغاني»، لكن ما يبعد الشبهة عن «الحماة» موقتاً هو إصدار التنظيم لمراجعات في 2007 أفتى فيها برفض العمليات الانتحارية وناقض بذلك توجهاً بارزاً للعمل المسلح كانت بدأته «القاعدة» فور تركها للتسمية القديمة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال».