يقلّد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، اليوم الأربعاء، ضباطاً وأفراداً من الجيش رتباً ونياشين في الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال. وزيارة بوتفليقة للأكاديمية هي الأولى من نوعها عقب الهجوم الإنتحاري الذي تعرضت له في شهر رمضان العام الماضي. وأفيد أن ضباطاً يُشرفون على سياسات «مكافحة الإرهاب» سيقدمون عرضاً للرئيس الجزائري عن أداء الجيش في الشهور الأخيرة. ويُنتظر أن يشرف بوتفليقة، وهو أيضاً وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة، شخصياً على حفلة تقليد الضباط وأفراد الجيش رتبهم الجديدة في أكاديمية شرشال، كما جرت العادة كل سنة. وستتخرج هذه السنة الدفعة ال 40 للقيادة وقيادة الأركان. والزيارة هي الأولى لبوتفليقة عقب اعتداء انتحاري شهير هز نادي الضباط الخارجي للأكاديمية، قبل نحو عام، الأمر الذي سبب إحراجاً للقائمين على ملف «مكافحة الإرهاب» أمام القيادات السياسية في البلاد. وتبنى التفجير «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». ويتخرج من أكاديمية شرشال كبار الضباط الجزائريين والأجانب. وهي تقدّم تدريباً عالياً في مختلف التقنيات والأسلحة، والضباط المتخرجون من كلياتها يتخصصون في مكافحة الإرهاب أو مصالح المخابرات وأسلاك عسكرية أخرى. وفي العادة يزورها الرئيس بوتفليقة مرة كل عام لتقليد الضباط المتفوقين الرتب والنياشين. وقالت مراجع في وزارة الدفاع الجزائرية ل «الحياة» إن خطاب الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش، الذي سيلقيه اليوم أمام بوتفليقة وقيادات الجيش، سيجدد التزام المؤسسة العسكرية تنفيذ إستراتيجية مكافحة الإرهاب وتكييفها مع الواقع الميداني، كما يعرض توجيهات قُدّمت إلى وحدات عسكرية عاملة في «المناطق الساخنة» في الأسابيع الأخيرة. وزار رئيس الأركان ولايات خنشلة وجيجل في الفترة الأخيرة، وفور مغادرته إياها تحرّكت آليات ضخمة ومئات الجنود في عمليات تمشيط لمعاقل تنظيم «القاعدة». ورفعت وزارة الدفاع الجزائرية أخيراً من وتيرة العمليات العسكرية في محاور محددة، في ظل وجود مؤشرات إلى عمليات لافتة لقوات الجيش ضد مسلحي «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت إلى «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» عام 2007. ويُعتقد أن قوات الجيش تستعد ل «مواجهة ثقيلة» قد تمتد إلى نهاية شهر رمضان المقبل.