وقع المغرب واسبانيا الاثنين المحضر الخاص بإطار التعاون الثنائي بين البلدين خلال لقاء لوزيري خارجية البلدين، في اطار لجنة مشتركة في العاصمة الرباط. وقدرت قيمة هذا التعاون ب150 مليون يورو على مدى ثلاث سنوات. وبدأ وزير الشؤون الخارجية الإسباني خوسيه مانويل كارسيا مارغايو زيارة عمل للمملكة، حيث التقى صباح الاثنين رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران. وجاء في بيان من رئاسة الحكومة ان "هذا اللقاء شكل مناسبة للطرفين للإشادة بمستوى علاقات الصداقة وحسن الجوار التي تجمع بين المملكتين المغربية والإسبانية، وكذلك الدينامية التي يعرفها التعاون الثنائي في مجالات عدة". والتقى كارسيا مارغايو نظيره المغربي صلاح الدين مزوار في مقر الخارجية المغربية في العاصمة الرباط، حيث وُقّع على المحضر الخاص بإطار التعاون الثنائي 2014-2016 بين البلدين. وأعلن الجانبان في ندوة صحافية عقب اللقاء عن زيارة رسمية إلى المغرب سيقوم بها الملك الإسباني الجديد فيليبي قبل نهاية شهر آب (اغسطس) المقبل، ستكون الأولى له خارج اسبانيا منذ توليه العرش عقب تنازل والده الملك خوان كارلوس. من جهة اخرى، قال الطرفان انهما ناقشا ملفات الشرق الأوسط من الأمن والإرهاب والهجرة، "عبر المعالجة الأمنية والإنسانية في أفق مساعدة الدول المصدرة للهجرة خاصة في منطقة الساحل والصحراء"، اضافة الى "التطورات في سوريا وفي العراق"، اللتين توجه اليهما أكثر من 2000 مقاتل مغربي، من المغرب وأوروبا، للقتال الى جانب المجموعات المسلحة في البلدين. وتعتبر كل من الرباط ومدريد ان عودة هؤلاء المقاتلين "خطرا عليها". واعلنت السفارة الإسبانية في الرباط ان إطار التعاون الجديد "سيتوفر على غلاف مالي يقدر ب150 مليون يورو على ثلاث سنوات"، بهدف "المساهمة في التنمية البشرية والحد من الفقر والممارسة الكاملة للحقوق"، وفق مدونة قواعد السلوك في الاتحاد الأوروبي في مجال سياسة التنمية. واصبحت إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب في 2012، إذ فاقت قيمة الواردات المغربية من إسبانيا 50.3 بليون درهم (4.5 بليون يورو)، بزيادة بنحو 30 في المئة مقارنة مع 2011، بينما بلغت الواردات المغربية من فرنسا 47.8 بليون درهم (4.3 بليون يورو) مسجلة تراجع بنسبة 6 في المئة. ويمثل المغرب تاسع سوق عالمي لاسبانيا والثاني خارج اوروبا، كما تتواجد في المغرب أكثر من الف شركة اسبانية، فيما ترتبط 20 الف شركة اسبانية بعلاقات تجارية مع المغرب. وتستحوذ المملكة المغربية على 52 في المئة من مجموع الاستثمارات الإسبانية في القارة الأفريقية. وينتظر أن تنعقد اللجنة العليا المغربية الإسبانية في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.