رأى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس أن الحل الأمني في سورية «فشل»، داعياً القيادة السورية إلى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب السوري». وقال أمير قطر في تصريح أدلى به بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وبثته وكالة الأنباء القطرية، إن «الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سيتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن». وأضاف أن «الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالباً بالتغيير والعدالة والحرية... وحاولنا جميعاً نحن الذين وقفنا مع سورية في ظروفها الصعبة أن نشجع الأخوة في سورية على اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية... نأمل أن يستنتج صناع القرار في سورية ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا أن نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار». وجاءت تصريحات أمير قطر بعد لقاء استغرق ساعتين مساء أول من أمس مع الرئيس الإيراني الذي دعا دول منطقة الشرق الأوسط إلى «تسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين». ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن نجاد قوله: «بإمكان دول المنطقة تسوية مشاكلها عبر حلول إسلامية وإنسانية ومن دون تدخل الغربيين»، معتبراً أن «تدخل الأجانب والقوى المهيمنة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعقد الوضع». وقال موقع الرئاسة الإيرانية إن اللقاء تركز على «مشاكل المنطقة»، كما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن أمير قطر قوله إن زيارته إلى طهران ومحادثاته مع أحمدي نجاد تندرج «في إطار العلاقات الودية التي تجمعنا بإيران». وأضاف: «بحثنا بطبيعة الحال في العلاقات الثنائية والقضايا المتعلقة بالتعاون في ما بيننا وأمور أخرى ذات اهتمام مشترك». وتشهد سورية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد لا سابق لها تقمعها السلطات في شدة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 2200 قتيل، بحسب الأممالمتحدة. وتدعم إيران نظام الأسد حليفها الأساسي في المنطقة، بينما دانت غالبية دول الخليج العربية قمع السلطات السورية واستدعت سفراءها في دمشق. في المقابل، تدعم إيران الحركة الاحتجاجية في البحرين التي يشكل الشيعة غالبية سكانها وتحكمها عائلة خليفة السنية، بينما تساند دول الخليج النظام القائم فيها. وتقيم قطر علاقات جيدة مع إيران وقامت مراراً بدور الوسيط بين إيران والسعودية. وكان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني صرح الثلثاء الماضي عقب اجتماع للجنة المبادرة العربية في الدوحة بأن اجتماعاً عربياً سيعقد اليوم السبت في القاهرة للبحث في ملفي ليبيا وسورية. ودعا القيادة السورية إلى «اتخاذ إجراءات البدء بإجراء إصلاحات سريعة» لاحتواء الموقف. وتوترت العلاقات بين الدوحةودمشق منذ بدء الاحتجاجات في سورية بسبب تغطية قناة «الجزيرة» للأحداث هناك التي أثارت غضب المسؤولين السوريين بينما جرت محاولة الاعتداء على السفارة القطرية في دمشق. وقررت قطر تعليق عمل بعثتها الديبلوماسية في العاصمة السورية منذ ذلك الوقت. ولم يعد السفير القطري إلى دمشق على رغم إعلان قطر أنها تسلمت رسالة اعتذار عما حدث لسفارتها هناك. وشهدت العاصمة القطرية قبل أيام تظاهرة شارك فيها حوالى ألفي شخص من الجالية السورية طالبوا بطرد السفير السوري من الدوحة. وتملك قطر في سورية مشاريع استثمارية عدة تقدر أوساط مالية حجمها بخمسة بلايين دولار. وكانت القيادتان القطرية والسورية تنسقان عن قرب مواقفهما السياسية، إضافة إلى إيران، قبل خلافات عميقة بينهما اثر اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية.