أعلنت الناطقة بإسم الكرملين ناتاليا تيموكوفا في ختام محادثات اجراها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل في جمهورية بورياتيا في سيبيريا أمس، أن كيم الابن أكد استعداد بلاده للعودة «من دون شروط مسبقة» إلى طاولة المفاوضات السداسية التي تناقش تفكيك برنامجها النووي. وأكدت «استعداده لحل المشكلة عبر درس وقف تجارب الوقود النووي وإنتاجه». ويريد كيم الابن استئنافاً سريعاً للمحادثات المجمدة منذ العام 2008 لمنح بلاده مساعدات اقتصادية وحوافز في مقابل تخليها عن برنامجها النووي، ومساعدتها في تخطي أزمات كوارث الفيضانات المتعاقبة (آخرها في تموز/ يوليو الماضي) والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. لكن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان تصرّ على أن يثبت الشمال جديته في نزع السلاح النووي قبل إعادة إطلاق المحادثات. وناقشت القمة الى جانب الملف النووي، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي التجاري بين البلدين خصوصاً في مجال الطاقة، فيما أكد مدفيديف أن بيونغيانغ «مهتمة» بإنجاز مشروع لنقل الغاز الروسي عبر خط أنابيب يعبر أراضيها الى كوريا الجنوبية، علماً انه سيُدر عليها نحو 100 مليون دولار سنوياً. ووصف مدفيديف المحادثات مع كيم الابن بأنها كانت «صريحة وشاملة»، وقرر إرسال شحنة من المساعدات الإنسانية إلى كوريا الشمالية تتضمن 50 ألف طن قمحاً. ورجح سيرغي ستورتشاك نائب وزير المال الروسي أن يستأنف البلدان الحوار في شأن خطوات تخفيف عبء الديون الروسية المتراكمة على كوريا الشمالية، والتي تعود الى حقبة «الاتحاد السوفياتي» ومقدارها 11 بليون دولار. وأوضح ان الجانبين سيبحثان أولاً اعتبار روسيا الخلف القانوني للاتحاد السوفياتي، تمهيداً لإعادة تقويم الديون التي قدمت بالروبلات السوفياتية، قبل الشروع في وضع آلية مشتركة لتسوية المسألة. ولم يخرج الزعيم الكوري الشمالي عن عادته الغريبة خلال رحلاته الخارجية النادرة، إذ دخل الأراضي الروسية السبت الماضي على متن قطاره المصفح الذي يستخدمه للتنقل بسبب خوفه من ركوب الطائرات، وأمضى يوماً على متن قارب في بحيرة بايكال السيبيرية الأكبر في العالم. وحتى حين أراد مغادرة القطار تحرك بسيارة مصفحة أحضرها معه، ونقلته الى مصنع لإنتاج المروحيات. ولم يخل اللقاء مع مدفيديف من مظاهر الحرص المبالغ فيه على الأمن والابتعاد عن الأضواء، بعدما استضافت كيم الابن قاعدة عسكرية قرب مدينة أولان أودي التي تبعد 5500 كيلومتر عن موسكو، وهي مدينة بقيت منذ العهد السوفياتي مغلقة أمام الزوار الأجانب.