تشكل المواقف الإنسانية التي يتعرض لها السعوديون والسعوديات ممن يعيشون حياة عصيبة نتيجة إصابتهم بالفشل الكلوي، هاجساً مقلقاً ومشهداً مؤلماً لا يغيب عن أذهان الكثيرين، غير أن البعض استلهم من وفاة الفتاة السعودية عائشة التي توفيت وهي تنتظر دورها في زراعة الكلى، إطلاق حملة بعنوان: «حتى لا يبكي حبيب على حبيب» من شابات سعوديات للحث على التبرع بالأعضاء، ولتثقيف وتوعية الأسر ومساعدة المرضى ومتابعة حالتهم الصحية والنفسية. تقول صاحبة المبادرة هيا المنصور: «هذه الحملة جاءت بمبادرة مني ومن عدد من الفتيات السعوديات، بالتعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية (كلانا)، ودعم عضو مجلس الشورى الدكتور نجيب الزامل؛ لمساعدة مرضى الكلى، ولنعمل معاً على مساندتهم بما نستطيع»، مبينة أن الحملة ستنطلق بعد أيام العيد، في ثلاث مدن هي: الرياض والدمام وجدة، وتستمر ثلاثة أيام، وستشمل إقامة ملتقيات في بعض الأسواق، والتوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، كما تم تشكيل فريق من المتطوعين والمتطوعات للقيام بأنشطة الحملة، من الإعداد والتنظيم والتثقيف الصحي والتوعية بالمرض من ناحية الأسباب والوقاية من المرض. وأكدت في حديث إلى «الحياة»، أن الحملة «تهدف كذلك إلى تسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء وإنقاذ هؤلاء المرضى المهددة حياتهم لنقص وسائل وأجهزة الغسل الكلى في مستشفياتنا العامة، كما أن تكلفة الجلسة لا يمكن أن يتحملها مَن دخله فوق المتوسط؛ فكيف بالفقراء؟». وقالت هيا المنصور: «إن كتابات عضو مجلس الشورى نجيب الزامل عن الفتاة السعودية عائشة حرضتني على التفكير في الحملة. وفي إحدى كتابات الزامل عن معاناة عائشة، تساءل: هل تعرف ما معنى أن تتلمس الحياةَ بجهازٍ؟ هل تعرف أن تكون أنابيبُ ومرشَّحات وإبَرٌ تنهل الدمَ من الأوردة هي الصلة بالحياة؟ هل تعرف أن تكون هذه الجلساتُ الثلاث الأسبوعية لساعاتٍ هي شحنٌ متجددٌ للحياة، فقط لكي تستمر طاقة الحياة يومين أو ثلاثة أيام، ثم تعيد الشحنَ من جديد، تماماً كما يُعاد شحنُ بطاريةٍ بالطاقة قبل أن تخمدَ وتموت؟!».