دفعت آهات نحو ثلاثة آلاف مريض ومريضة، بحاجة «ماسة» لزرع كُلى، ست فتيات سعوديات لإطلاق حملة لتشجيع التبرع بالأعضاء، اخترن لها اسم «حتى لا يبكي حبيب على حبيب»، في محاولة منهن للتخفيف من آلام هؤلاء المرضى، وأتت الخطوة النسائية التطوعية، بالتعاون مع جمعية «كُلانا الخيرية السعودية»، كرد فعل «نسبي» لحاجة الكثير من المرضى للتبرع بالكلى، مقارنة بعدد المتبرعين «الشحيح»، بحسب مؤسِسة الفكرة مها المنصور. وأوضحت مها ل «الحياة»، أن «لائحة منتظري زرع الكُلى تضم نحو ثلاثة آلاف مريض، فيما وصل عدد المتبرعين إلى 249 شخصاً»، مبينة أن «نحو 2500 مريض قيد التحضير للزرع، من أصل 12 ألف مريض يتم علاجهم بالغسيل البريتوني والدموي، بحسب الإحصاءات الأخيرة التي حصلنا عليها من مدير المركز السعودي للتبرع بالأعضاء الدكتور فيصل شاهين». وعلى رغم أن الفتيات ينطلقن بجهودهن «الذاتية»، إلا أن المنصور، أشارت إلى «حاجة الكثير من المرضى إلى الدعم والمساندة، فيما نواجه عائقاً من ناحية الدعم المادي، سواءً من الشركات الحكومية أو الأهلية، ما يعيق تقدم الفكرة نحو الرؤى التي نتطلع إليها من خلال إطلاق هذه الحملة، وسواءً كان تبرعهم بالعضو، أم مادياً؛ فإن الأمر يصب في مصلحة الوطن والمواطنين». وتشارك مها خمس فتيات أخريات هن: فاتن يتيم، وإيمان الربيعان، وسارة السهلي، ونورة الربيعان، وهيا العنزي. وقالت: «إن الحملة لا تقتصر على نشر التوعية والتبرع للسيدات فحسب، بل تشمل جميع شرائح المجتمع»، وأضافت «توسع نطاق الحملة ليشمل المنطقة الشرقية، والرياض، والأحساء، وجازان، ومكة المكرمة، والطائف، على أن القائمين على الحملة في بعض المناطق هم من الذكور»، وذكرت أن الفكرة التي تخضع لإشراف الكاتب نجيب الزامل، «انبثقت من رؤاه، إذ استلهمنا الفكرة من مقالاته التي كتبها حول معاناة المصابين بأمراض الكلى، وبدورنا صنعنا لها موقعاً على خريطة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، و«تويتر»، من أجل ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء بين المواطنين، وحثهم على مساعدة المحتاجين». وذكرت أن الفكرة التي أسستها مجموعة فتيات، «أسهم في إطلاقها شبان من جميع مناطق المملكة، بالتعاون مع جمعية «كلانا الخيرية»، لزيادة عدد المتبرعين، ونشر أهدافها المتعلقة بالتبرع بالأعضاء، خصوصاً الكُلى»، مبينة أن فريقهن التطوعي «أسس مكتبين، أحدهما في الدمام، تحت مسمى «بنات الدمام»، والآخر في الرياض بمسمى «بنات الرياض»، وكلاهما يتبع لجمعية العمل التطوعي». بدورها، قالت الباحثة في مجال المختبرات المتطوعة مع الفريق ديمة الدخيل: «نقوم بتصميم «بروشورات» لنشر ثقافة التبرع بالكلى على وجه الخصوص، ويتضمن «البروشور» التعريف بعملية نقل الأعضاء، والعائد على المتبرع، والمستقبل للعضو، وسيتم توزيعهم في الحملات التوعوية». وذكرت مها المنصور أن الفريق «يسعى للتنسيق مع جهات طبية تتولى الحديث عن أهمية التبرع بالأعضاء، مع توضيح الحكم الشرعي، من أجل إقناع أكبر شريحة من الناس بالتبرع، كون المنتظرين على لائحة عددهم كبير جداً»، وأضافت «سيتركز نشاطنا في الفترة المقبلة، على تنظيم الزيارات إلى المستشفيات والمدارس، لبث الصورة الحية الواقعية للمحتاجين عن قرب، لأن تصويرنا للمشاهد الواقعية سيتيح للآخرين تلمس مدى احتياج المرضى للتبرع».