لم يكن يخطر ببال الكاتب وعضو مجلس الشورى نجيب الزامل، أن تتحول مقالة كتبها حملت عنوان (عائشة حتى لا يبكي حبيب على حبيب) إلى مشروع حملة ضخمة يشرف عليها مجموعة من الشابات والشبان السعوديين، وهو ما كشفته صاحبة المشروع المبتعثة السعودية مها المنصور (25 عاما)، مشيرة إلى أن المشروع سينطلق منتصف شوال المقبل بجهود عدد من شباب وفتيات الوطن، موضحة أنها حملة لمساعدة مرضى الكلى تحت شعار (حتى لا يبكي حبيب على حبيب) تهدف إلى تثقيف وتوعية الأسر ومساعدة مرضى الكلى ومتابعة حالاتهم الصحية والنفسية. هذه الحملة أشاد بها عدد من العلماء والدعاة والشرعيين، إذ قال عضو هئية التدريس في جامعة أم القرى الدكتور أحمد بن نافع المورعي «هذه الحملات دليل على بذرات الخير الموجودة في المجتمع»، وأضاف هي ترجمة فعلية لحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ولفت المورعي إلى أن من أهم إيجابيات هذه الحملة أنها تنطلق من مجموعة من الشابات والشبان، مما يدلل على أن هناك تفاعلا كبيرا من قبل هذه الفئة التي تشكل السواد الأعظم من الشعب السعودي مع قضايا المجتمع مما يبشر بالخير. وامتدح عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور محمود بن حسن زيني هذه الحملة، مشيرا إلى أنها حملة مباركة تستهدف مساعدة مرضى في مجتمعنا وتسهم في التوعية لتقليل من المرض قدر الإمكان. وشدد زيني على أن مثل هذه الحملات تعتبر من صلب الشريعة الإسلامية التي نادت بالوحدة والتعاون والمبادرة الإيجابية والالتفاف مع المسلمين في أوقات مرضهم وحاجتهم، مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا». ورأى زيني أن مثل هذه الحملة تمثل قدوة لشباب آخرين ليسيروا على خطى أصحاب الحملة، مقدما لهم شكره، وداعيا الله أن يجعلها في صحائف أعمالهم ويجزل لهم الأجر والمثوبة. دعم الحملة ويؤكد عضو لجنة إصلاح ذات البين الداعية المستشار الدكتور علي المالكي على أن هذه الحملة يجب أن تدعم من قبل العلماء والأطباء والجهات الرسمية؛ كونها عملا إيجابيا من نواح عدة أولاها أنها تنطلق من تعاليم الشريعة الإسلامية التي دعت المسلم للوقوف إلى جانب أخيه، وهناك آيات واحاديث تدعو لذلك، كما أنها ستوفر على الدولة الكثير من الجهد والمال في مجال التوعية والعلاج، لأن مثل هذه الحملات تؤسس للتثقيف التوعوي الصحي في المجتمع. وطالب المالكي الشباب والفتيات بالانضمام للحملة وعلى الجهات الرسمية ووسائل الإعلام دعمها لهذه الخطوات المباركة والإيجابية. وكان عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس حكمي قد أشاد بالحملات التي تحمل بعدا وطنيا وأخلاقيا وقيميا، معتبرا إياها خطوات إيجابية تستحق الإشادة والثناء. وبالعودة لصاحبة فكرة المشروع مها المنصور أوضحت أن الحملة تأتي بعد أن أعلن مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين أن حالات التبرع بالأعضاء في المملكة بلغت 249 حالة تبرع من الأحياء بالكلى، مشيرا إلى أن عدد المرضى المدرجين حاليا على لائحة الانتظار الوطنية لزراعة الكلى يقدر بنحو ثلاثة آلاف مريض يحتاجون إلى زراعة كلى، إضافة إلى 2500 مريض تحت التحضير من مجموع 12 ألف مريض يعالجون بالغسيل الكلوي الدموي والبريتوني. التوعية الشاملة وأوضحت أن فكرة إنشاء حملة لصالح مرضى الكلى جاءت بعد قراءتها مقالا في إحدى الصحف المحلية لعضو مجلس الشورى نجيب الزامل (بعنوان: عائشة.. حتى لا يبكي حبيب على حبيب» وكان يدعو للتوعية بأهمية التبرع المادي والمعنوي لصالح مرضى الكلى، وتهدف الحملة لدعم جمعية «كلانا»، والتوعية بأمراض الكلى وخطورتها إضافة للتثقيف الصحي بالمرض والأغذية المضرة بصحة الإنسان التي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي، وبينت أن بداية تأسيس الحملة كانت في سبتمبر 2010، مشيرة إلى أنه تم التعاون مع فريق بنات الدمام التطوعي الذي تشرف عليه فاتن العتيبي وإيمان الربيعان لتغطية الحملة في المنطقة الشرقية، وكذلك فريق (بنات الرياض التطوعي) بالتعاون مع هيا العنزي، وفريق تطوعي في جدة بقيادة علي الهمامي، مؤكدة على أنه تم تكوين فريق عمل لإطلاق الحملة وتم اختيار منتصف شوال موعدا لانطلاقها رسميا في كل من المنطقة الشرقيةوالرياض، وذلك بدعم ومساعدة وإشراف من عضو مجلس الشورى نجيب الزامل، والدكتور عبدالله الدغيثر المدير التنفيذي لجمعية كلانا، حمد القاضي عضو في مجلس الشورى، الدكتور علي الضاحي إعلامي، الدكتور سعود المصيبيح مستشار وزارة الداخلية، وكذا جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية التي تهتم بمرضى الفشل الكلوي. ولفتت مها إلى أنه تم الانتهاء أخيرا من تصوير فيلم قصير بعنوان (إعلان عن حملة حتى لا يبكي حبيب على حبيب) من فكرة وإخراج محمد المصري وهو بداية لإطلاق الحملة رسميا.