تنشط حركة التجارة في وسط القاهرة وضواحيها الشهيرة، خصوصاً بيع الملابس ومستلزمات عيد الفطر المبارك، نتيجة تراجع الاعتصامات والإضطرابات التي شهدتها تلك المنطقة طوال الشهور الماضية. وأشار صاحب أحد محال الملابس في ميدان التحرير ويدعى أحمد محمود، إلى ان حركة البيع والشراء بدأت تعود مع اطمئنان الناس لوجود الأمن وخلو الميدان من أي مناوشات بين الشباب أو البلطجية، ونحن ندعو الجميع إلى التهدئة، إذ أن العاملين في متاجر وسط القاهرة يقدرون بالآلاف وتسريحهم لن يرضي أحداً. وأكد أنه لم يسرّح أحداً من موظفيه حين كانت الحواجز التي أقامها المعتصمون تمنع وصول المواطنين إلى متجره. أما عبدالمحسن علي (23 سنة) وهو عامل في محل الحاج محمود فقال: «الزبائن تتدفق على منطقة وسط القاهرة نتيجة تدني أسعار الملابس، إذ تصل أثمان قطع الملابس ومستلزماتها من الحقائب والأحذية إلى أقل من 100 جنيه (16.7 دولار). وأكدت عطيات حسن (51 سنة)، وهي مديرة مدرسة إعدادية، أنها تفضل شراء مستلزمات العيد لأولادها من متاجر في وسط القاهرة، إذ أن الأسعار أرخص مقارنة بالعام الماضي، لكنها ما زالت تقارن جودة المنتجات في المحال المختلفة في شارع طلعت حرب الشهير. أما المهندس محمود شاكر (38 سنة) فلفت إلى أن أسعار محال الملابس والمستلزمات في «المولات» التجارية هي الأفضل عموماً، بسبب التنافس على الجودة والأسعار، مؤكداً أنه لم يلاحظ أي جديد في الأسعار المرتفعة. ورأى مدير أحد المحال في «مول طلعت حرب»، طلعت المناوي، أن أحداً لم يتضرّر من أزمة توقف الحياة في وسط القاهرة إلا هو وزملاؤه من أصحاب المتاجر، لكنهم لا يستغلون المواطنين لتعويض أي خسائر، معتبراً أن البيع والشراء في هذه المحال والمولات هو اقتصاد قائم بذاته ويحتاج إلى رحمة الدولة إذ أنه يضم آلاف العاملين ويعيلهم. وتساعد البائعة صباح محمود (26 سنة) عائلتها مادياً وتساهم في تعليم أخواتها من خلال عملها في «مول حرب»، وتؤكد أنها لا تستطيع تحمل خسارة عملها، على رغم غياب أي تأمينات، إذ كانت تستطيع العام الماضي التنقل كبائعة محترفة بين المحال بحثاً عن زيادة الراتب، أما الآن فتأمل في موسم رائج يعوّض الخسائر. وأضافت: «تتراجع حركة البيع والشراء في الشتاء مقارنة بالصيف، ويعوّض أصحاب المحال من أرباحهم احتمال تراجع الإقبال على الشراء، خصوصاً بعد دخول المدارس». وكانت الحاجة أم محمود (48 سنة) سمعت بأن الأسعار في محال القاهرة انخفضت، وجاءت لتتأكد بنفسها قبل أن تقرّر الشراء من محال «العتبة» و«الموسكي»، إذ أنها الأرخص. ويأمل التجار بموسم جيد يعوّض خسائر التوقف خلال الشهور الماضية، مع عودة الحركة الى الأسواق.