تحظى الأسواق الشعبية في تبوك خلال النصف الثاني من شهر رمضان بإقبال كثيف من المتسوقين الراغبين في اقتناء لوازم عيد الفطر المبارك، ما شجع الباعة والتجار على ابتكار العديد من الوسائل لجذب المتبضعين والخروج بأكبر قدر من كعكة العيد، مثل تقديمهم حسومات وتخفيضات على بعض السلع، ويبدو أن الباعة في الأسواق الشعبية نجحوا في استراتيجيتهم حتى الآن، خصوصا أن الأسعار فيها قابلة للمساومة والتفاوض، وليست محددة لا تتغير كما هو الحال في المولات والأسواق الحديثة. وأوضح محمد التيماني أن أهالي تبوك يحرصون على شراء مستلزمات العيد خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، ما يتسبب في ازدحام الأسواق الشعبية في المنطقة بالمتسوقين، من مختلف الأعمار، مشيرا إلى أن الأسواق في مثل هذه الأيام تحظى بإقبال كثيف من المتبضعين ما يضفى عليها طابعا جميلا. وبين أن متوسط ما تنفقه الأسرة خلال عملية التوسق يتراوح بين 1000 إلى5000 ريال، ملمحا إلى أن التجار استعدوا جيدا للموسم من خلال توفير جميع السلع ووفق أحدث الموديلات المتعلقة بالملابس النسائية والرجالية وملابس الأطفال. وقال التيماني: «هناك أسواق شعبية أخرى لها روادها وزبائنها الباحثين أن أسعارا تنافسية مرضية تتناسب مع مداخلهم الشهرية دون أن يشكل التسوق فيها لشراء مستلزمات العيد عبئا ماليا جديدا يضاف إلى أعباء المصروفات»، وذكر أن تبوك تكتظ بالأسواق الحديثة الراقية والأخرى الشعبية التي تقدم سلعا بأسعار مناسبة مثل سوق الجديد وسوق الخميس والجادة التجارية الكبير، إضافة إلى بعض الأسواق الشعبية التي صنعت لنفسها مكانة وسط المجمعات التجارية. إلى ذلك، رأى فارس الشمري أن الصورة في الأسواق الشعبية مغايرة تماما لما يحدث في المجمعات التجارية على الرغم من أن هذه الأسواق لم تسلم من غزو بعض المحالات التجارية الراقية التي دشنت لها فروعا فيها، مشيرا إلى أن الطابع العام لعرض البضائع في الأسواق الشعبية تغلب عليه العشوائية ويدخل عنصر التفاوض في عملية البيع والشراء على عكس ما هو متعارف عليه في المجمعات التجارية التي تحدد سعر كل سلعة معروضة للبيع غير قابل للتفاوض. بدوره ألمح عبدالله العنزي إلى أن سوق الخميس في السابق كان مصدرا للمتعة البريئة وسعادة خالصة ينعم بها الأهالي وهم يتجولون بين بسطاته فيشترون وجبة من هنا ومشروبا من هناك، مشيرا إلى أن ذلك الجو الرمضاني الجميل تلاشى وحل محله زحام خانق وفوضى شديدة وعشوائية واضحة حولته إلى ما يشبه الحراج الذي تباع فيه سلع متنافرة مشكوك في جودتها وسلامتها ما حرم كثيرين متعة التسوق. من جهته أفاد سالم مطلق أنه يأتي إلى هذه المجمعات لشراء احتياجاته وأفراد أسرته بالكامل، مشيرا إلى أن كل ذلك يحدث في يوم واحد فقط، لأن هذه المجمعات تحتوي على معظم متطلباته. وعلى خط مواز أوضح البائع في متجر للأحذية عبده اليماني أن موسم الأعياد بدأ فعليا منذ أسبوعين، لافتا إلى أن الاقبال زاد من المواطنين والوافدين لشراء الأحذية الجديدة لجميع الأجناس. وبين أن إدارة المحل بهذه المناسبة أجرت تخفيضات كبيرة أملا في الاستحواذ على أكبر نسبة ممكنة من المتسوقين، موضحا بأن هذا الإجراء آتى ثماره المرجوة وأحدث انتعاشة كبيرة في نسبة المبيعات. في حين، رأى التاجر يوسف العطوي أن الأسعار هي العامل الرئيسي في جذب الزبائن إلى هذه المجمعات، لأن بعض ذوي الدخل المحدود يشترون هدايا وملابس العيد لغالبية أفراد عوائلهم، مما يحملهم عبئا ماديا كبيرا فيضطرون إلى شراء أرخص الأشياء، وذلك للإيفاء بالتزاماتهم.