يسيطر الحريق الذي نشب في سوق القيصرية على عقول هؤلاء النسوة، إذ تسترجع أم محمد، الحادثة «وكأنها وقعت أمس»، بحسب قولها، مضيفة أن «النار التي اشتعلت في ذلك اليوم، لم تحرق الحجر، بل حرقت قلوبنا»، متمنية أن «نرجع إلى ذلك المكان الذي تم تجديده، وأن تخصص لنا الأمانة أماكن، بأجر رمزي». ومنيت أم عبدالله، على مدى 15 سنة، من عملها في السوق، ب «خسارتين فادحتين»، فبعد حريق القيصرية، كانت خسارتها الأكبر بحريق أتى على بضاعتها في السوق الشعبي القريب من سوق السويق، الذي نقلن إليه. وقالت: «عدنا إلى منازلنا بعد تغطية البضاعة. وفي الصباح أتيت إلى المكان، لأفاجأ بأن السوق احترق، وفيه بضاعتي، التي كلفتني نحو 75 ألف ريال. ولم أعرف سبب الحريق. وذهبت إلى منزلي وأنا أبكي. وبعد فترة من الوقت أزيل السوق. واستدنت مبلغ 50 ألف ريال، لشراء البضاعة وإصلاح المكان في السوق الشعبي»، مضيفة أن ما أحصل عليه من عوائد البيع أصرفه على أبنائي وزوجي المريض، لذا لم استطع سداد الدين الذي علي». وتشعر أم دعيج، التي تزاول البيع في السوق منذ نحو نصف قرن، ب «التشتت»، بعد احتراقه وإزالته. وقالت: «كل فترة نُنقل من مكان إلى آخر. وقامت الأمانة بإنشاء مبنى مخصص للنساء خلف سوق السويق في الهفوف. ولكننا رفضناه، بسبب صغر حجم المكان، فالمحل لا يكفي لوضع البضاعة والجلوس فيه»، لافتة إلى أن السوق محاط بسكن عزاب وافدين، ومنازل شعبية مهجورة، والمكان مخفي عن أنظار المتسوقين»، داعية الأمانة إلى «مراعاة أوضاعنا، وتوفير محال مناسبة، نكسب منها أرزاقنا، فغالبيتنا مطلقات وأرامل. ونحن نجلس في السوق في عز الصيف وحرارة الشمس، أو شدة البرودة في الشتاء، لكسب الرزق الحلال». وزاولت أم سعيد، هذه المهنة بجوار سوق القيصرية القديمة لنحو 11 سنة، وخمس سنوات بجوار سوق القيصرية الجديدة، وسنتين إلى جوار سوق السويق. وقالت: «تعودت على الجلوس في هذا المكان، ومزاولة البيع والشراء فيه. وأتمنى أن نعود إلى سوق القيصرية». وتصنع أم سعيد طاقية واحدة في كل يوم، وتضعها للعرض. وأضافت «لكل طاقية مواصفات في الطول والعرض والشكل».